هذا في أول مناسكي، أن تتقبل توبتي وأن تتجاوز عن خطيئتي، وتضع عني وزري، الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام، الذي جعله مثابة للناس وأمنًا، وجعله مباركًا وهدى للعالمين، اللهم إني عبدك والبلد بلدك والحرم حرمك، والبيت بيتك، جئتك أطلب رحمتك، وأسألك مسألة المضطر الخائف من عقوبتك، الراجي لرحمتك الطالب مرضاتك.
السادس: أن تقصد الحجر الأسود بعد ذلك، وتمسه بيدك اليمنى وتقبله.
الجملة الرابعة في الطواف: فإذا أراد افتتاح الطواف -إما للقدوم وإما لغيره- فينبغي أن يراعي أمورًا ستة:
الأول: أن يراعي شروط الصلاة من طهارة الحدث، والخبث في الثوب والبدن والمكان وستر العورة، فالطواف بالبيت صلاة، ولكن الله سبحانه أباح فيه الكلام.
الثاني: إذا فرغ من الاضطباع فليجعل البيت على يساره، وليقف عند الحجر الأسود، وليتنح عنه قليلًا ليكون الحجر قدامه، فيمر بجميع الحجر بجميع بدنه في ابتداء طوافه، وليجعل بينه وبين البيت قدر ثلاث خطوات؛ ليكون قريبًا من البيت فإنه أفضل.
الثالث: أن يقول قبل مجاوزة الحجر بل في ابتداء الطواف: بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم، ويطوف، فأول ما يجاوز الحجر ينتهي إلى باب البيت فيقول: اللهم هذا البيت بيتك، وهذا الحرم حرمك، وهذا الأمن أمنك، وهذا مقام العائذ بك من النار، وعند ذكر المقام يشير بعينه إلى مقام إبراهيم -عليه السلام: اللهم إن بيتك عظيم