يسن أن ينوي الشارب عند شربه الشفاء ونحوه، مما هو خير في الدين والدنيا، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((ماء زمزم لما شرب له)). وعن سويد بن سعيد قال:"رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى ماء زمزم واستسقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكر، عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((ماء زمزم لما شرب له)). وهذا أشربه لعطش يوم القيامة ثم شرب" رواه أحمد بسند صحيح. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:((ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفى شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله)).
ويستحب أن يكون الشرب على ثلاثة أنفاس، وأن يستقبل به القبلة ويتضلع منه، ويحمد الله تعالى ويدعو بما دعا به ابن عباس، فعن أبي مليكة قال:"جاء رجل إلى ابن عباس فقال: من أين جئت؟ قال: شربت من ماء زمزم. قال ابن عباس: أشربت منها كما ينبغي؟ قال: وكيف ذاك يا بن عباس؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل القبلة، واذكر الله وتنفس ثلاثًا وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((آية بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم)) رواه ابن ماجه". وكان ابن عباس -رضي الله عنهما- إذا شرب من ماء زمزم قال:"اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا، وشفاء من كل داء".
هـ- أصل بئر زمزم:
روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أن هاجر لما أشرفت على المروة حين أصابها وولدها العطش، سمعت صوتًا فقالت: "صه، تريد نفسها، ثم تسمعت