للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نبي هذه الأمة الأخيرة، بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات، كأنهن عرف فرس، لا يرضع ليلتين، وذلك أن عفريتًا من الجن أدخل أصبعه في فمه؛ فمنعه الرضاعة؛ فتصدع القوم من مجلسهم وهم يتعجبون من قوله وحديثه؛ فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله؛ فقال: قد وُلِد وَلَد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدًا؛ فالتقى القوم، فقالوا: هل سمعتم حديث اليهودي؟ وهل بلغكم مولد هذا الغلام؟ فانطلقوا حتى جاءوا اليهودي؛ فأخبروه الخبر، قال: فاذهبوا معي حتى أنظر إليه؛ فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة؛ فقالوا: أخرجي إلينا ابنك؛ فأخرجته وكشفوا له عن ظهره؛ فرأى تلك الشامة؛ فوقع اليهودي مغشيًّا عليه؛ فلما أفاق قالوا له: ما لك؟ ويلك، قال: قد ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل، فرحتم بها يا معشر قريش، والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب.

سقوط الشُرفات من إيوان كسرى، وخمود النيران، وغاصت بحيرة ساوة:

ومنذ أن ولد -صلى الله عليه وسلم- بدأت تتقوض وتتهدم معالم الشرك والضلال؛ ذكر ابن كثير أنه لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ارتجس إيوان كسرى، وسقط منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، وانهدمت الكنائس حولها بعد أن غاضت.

رضاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما فيها من دلائل النبوة:

كانت العادة عند الحاضرين من العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعادًا لهم عن أمراض الحواضر؛ ولتقوى أجسادهم وتشتد أعصابهم ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم؛ فالتمس عبد المطلب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- المراضع واسترضع له

<<  <   >  >>