للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل لعبد الله بن سلام: "أتعرف محمدًا كما تعرف ابنك؟ قال: نعم وأكثر، بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته، فعرفته، وابني لا أدري ما كان من أمه".

لقد كان اليهود في المدينة المنورة يخوِّفون الأوس والخزرج قبل الهجرة، بقرب ظهور نبي، يتبعونه ويتقوون به؛ حتى يتمكنوا من قتل العرب قتل عاد وإرم، الأمر الذي دعا أهل المدينة إلى الإسراع في الدخول في الإسلام، واتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى لا يسبقهم اليهود إلى الإيمان به.

يروي ابن إسحاق أن عاصم بن عمرو بن قتادة عن رجال من قومه أنهم قالوا: "إن مما دعانا إلى الإسلام -مع رحمة الله تعالى وهداه لنا- ما كنا نسمع من رجال يهود، وكنا أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يُبعث الآن، نقتلكم معه قتل عاد وإرم".

ومما قاله الأحبار ما رواه ابن سعد بسنده عن أبي بن كعب قال: "لما نزل تُبَّع المدينة ونزل بقناة بعث إلى أحبار اليهود وقال لهم: إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية، ويرجع الأمر إلى دين العرب، فقال له سامول اليهودي -وهو يومئذ أعلمهم-: أيها الملك، إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسرائيل، مولده مكة، اسمه: أحمد، وهذه دار هجرته".

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كانت يهود قريظة والنضير وفدك وخيبر يجدون صفة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عندهم قبيل أن يُبعث، ويعلمون أن دار هجرته بالمدينة".

هذا وبالله التوفيق.

<<  <   >  >>