وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الدِّهْقَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّحَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ سُدَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُدَيْفٌ الْمَكِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمَا رَأَيْتُ مُحَمَّدِيًّا قَطُّ يُشْبِهُهُ، أَوْ قَالَ: يَعْدِلُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيًّا» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، إِنَّمَا احْتَجَزَ بِذَلِكَ مِنْ سَفْكِ دَمِهِ، وَأَنْ يُؤَدِّيَ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُوَ صَاغِرٌ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَنِي أَسْمَاءَ أُمَّتِي كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَمَثَّلَ لِي أُمَّتِي فِي الطِّينِ، فَمَرَّ بِي أَصْحَابُ الرَّايَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِيٍّ وَشِيعَتِهِ» قَالَ حَنَانٌ: فَدَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلِيٍّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَحَدَّثَهُ أَبِي بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَا كُنْتُ أَرَى أَبِي حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَحَدًا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ ⦗١٨١⦘ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ يَعْنِي نَافِعَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْعَبَّاسِيُّ، وَكَانَ أَمِيرَ مَكَّةَ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْمَدِينَةِ، مَالَ إِلَيْهِ سُدَيْفٌ وَبَايَعَهُ، وَكَانَ مِنْ خَاصَّتِهِ، وَجَعَلَ يَطْعَنُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَيَقُولُ فِيهِ وَيَمْتَدِحُ بَنِي عَلِيٍّ وَيَتَشَيَّعُ بِهِمْ، قَالَ: فَقَالَ يَوْمًا وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ، يُرِيدُ أَبَا جَعْفَرٍ:
[البحر الكامل]
أَسْرَفْتَ فِي قَتْلِ الْبَرِيَّةِ جَاهِدًا ... فَاكْفُفْ يَدَيْكَ أَظَلَّهَا مَهْدِيُّهَا
فَلَتَأْتِيَنَّكَ غَارَةٌ حَسَنِيَّةٌ ... جَرَّارَةٌ يَجْتَثُّهَا حَسَنِيُّهَا
وَيُشِيرُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
حَتَّى يُصَبِّحَ قَرْيَةً كُوفِيَّةً ... لَمَّا تَغَطْرَسَ ظَالِمًا حَرَمِيُّهَا
تَغَطْرَسَ: تَكَبَّرَ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ: قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أُسْرِفْ فِي قَتْلِهِ، قَالَ: فَلَمَّا قَتَلَ عِيسَى بْنُ مُوسَى مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى مَكَّةَ: إِنْ ظَفِرَ بِسُدَيْفٍ أَنْ يَقْتُلَهُ، فَظَفِرَ بِهِ عَلَانِيَةً عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، وَكَانَ يَحْفَظُ لَهُ مَا كَانَ مِنْ مَدَائِحِهِ إِيَّاهُمْ قَبْلَ خُرُوجِهِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ يَا سُدَيْفُ، لَيْسَ لِي فِيكَ حِيلَةٌ، وَقَدْ أَخَذْتُكَ ظَاهِرًا عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، وَلَكِنْ أُعَاوِدُ فِيكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ يُخْبِرُهُ بِأَمْرِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ، فَجَعَلَ يُدَافِعُ عَنْهُ وَيُعَاوِدُهُ فِي أَمْرِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ لَأَقْتُلَنَّكَ، فَلَا يَغُرَّنَّكَ قَوْلُكَ: أَنَا عَمُّهُ، فَدَافَعَ بِقَتْلِهِ حَتَّى حَجَّ الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنَ الْحَرَمِ أَخْرَجَ عَبْدُ الصَّمَدِ سُدَيْفًا مِنَ الْحَرَمِ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ، ثُمَّ خَرَجَ لِلِقَاءِ الْمَنْصُورِ، فَلَمَّا لَقِيَهُ دَنَا مِنْهُ وَهُوَ فِي قُبَّتِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ: مَا فَعَلْتَ فِي أَمْرِ سُدَيْفٍ؟ قَالَ: قَتَلْتُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا عَمِّ، يَا غُلَامُ أَوْقِفْ، فَأَوْقَفَ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَعَادَ لَهُ، يَعْنِي فِي الْمَحْمَلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute