١٠٨٢ - عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ الْحِمْيَرِيُّ الصَّنْعَانِيُّ رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَإِسْحَاقُ وَالنَّاسُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ تَخْشَى كَبِيرَ السِّنِ؟ قَالَ: أَمَّا حَيْثُ رَأَيْنَاهُ فَمَا كَانَ بَلَغَ الثَّمَانِينَ، كَانَ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ، ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْخُرَاسَانِيَّةِ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ جَاءُوا إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِأَحَادِيثَ لِلْقَاضِي هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ فَتَلَقَّطُوا أَحَادِيثَ عَنْ مَعْمَرٍ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ وَأَبِي ثَوْرٍ، قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ أَبُو ثَوْرٍ هَذَا ثِقَةٌ، فَجَاءُوا بِهَذَا إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَنَظَرَ فِيهَا فَقَالَ: هَذِهِ بَعْضُهَا سَمِعْتُهَا وَبَعْضُهَا لَا أَعْرِفُهَا وَلَمْ أَسْمَعْهَا، قَالَ: فَلَمْ يُفَارِقُوهُ حَتَّى قَرَأَهَا وَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ حَدَّثَنَا وَلَا أَخْبَرَنَا. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: أَخْبَرَنِي بِهَذِهِ الْقِصَّةِ أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ صَاحِبٌ لَنَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بِمَكَّةَ يُحَدِّثُ فَقُلْتُ لَهُ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ سَمِعْتَهَا؟ فَقَالَ: بَعْضُهَا سَمِعْتُهَا، وَبَعْضُهَا عَرْضًا، وَبَعْضُهَا ذَكَرَهُ، وَكُلٌّ سَمَاعٌ، قَالَ لِي يَحْيَى: مَا كَتَبْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ حَدِيثًا وَاحِدًا إِلَّا مِنْ كِتَابِهِ كُلِّهِ. حَدَّثَنِي آدَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ⦗١٠٩⦘ مَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ أَصَحُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيَّ عَنْ حَدِيثٍ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ فَقُلْتُ: رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ؟ فَقَالَ: فَقَدْتَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ، مَا أَفْسَدَ جَعْفَرَ غَيْرُهُ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ أَبُو الْحَسَنِ الْهَرَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ قَالَ: وَدَّعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ قُلْتُ: أُرِيدُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قَالَ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: عَرَضَ مَعْمَرٌ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ عَلَى هَمَّامٍ إِلَّا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهَا نَيِّفًا وَثَلَاثِينَ حَدِيثًا. وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ: سَمِعْنَا وَعَرَضْنَا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَخْلَدًا الشَّعِيرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: لَا تُقَذِّرْ مَجْلِسَنَا بِذِكْرِ وَلَدِ أَبِي سُفْيَانَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الثَّقَفِيَّ الْبَصْرِيَّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ مِنْ صَنْعَاءَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَكَانَ رَحَلَ إِلَيْهِ لِلْحَدِيثِ أَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَنَا وَنَحْنُ جَمَاعَةٌ عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ: أَلَسْتُ قَدْ تَجَشَّمْتُ الْخُرُوجَ إِلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَدَخَلْتَ إِلَيْهِ وَأَقَمْتَ عِنْدَهُ حَتَّى سَمِعْتَ مِنْهُ مَا أَرَدْتَ؟ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ كَذَّابٌ وَمُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الْوَاقِدِيَّ أَصْدَقُ مِنْهُ ⦗١١٠⦘. سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيَّ يَقُولُ: كَانَ زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ لَزِمَ عَبْدَ الرَّزَّاقِ فَأَكْثَرَ عَنْهُ ثُمَّ خَرَقَ كُتُبَهُ وَلَزِمَ مُحَمَّدَ بْنَ ثَوْرٍ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ، فَلَمَّا قَرَأَ قَوْلَ عُمَرَ لِعَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ: فَجِئْتَ أَنْتَ تَطْلُبُ مِيرَاثَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، وَجَاءَ هَذَا يَطْلُبُ مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: انْظُرُوا إِلَى الْأَنْوَكِ، يَقُولُ: تَطْلُبُ أَنْتَ مِيرَاثَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ وَيَطْلُبُ هَذَا مِيرَاثَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، أَلَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ: فَقُمْتُ فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ وَلَا أَرْوِي عَنْهُ حَدِيثًا أَبَدًا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي قُلْتُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَانَ يَتَشَيَّعُ وَيُفْرِطُ فِي التَّشَيُّعِ؟ قَالَ: فَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِي هَذَا شَيْئًا وَلَكِنْ كَانَ رَجُلًا يُعْجِبُهُ أَخْبَارُ النَّاسِ وَالْأَخْبَارِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الضِّرَارِيَّ يَقُولُ: بَلَغَنَا وَنَحْنُ بِصَنْعَاءَ عِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَنَّ أَصْحَابَنَا يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وَأَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَغَيْرَهُمَا تَرَكُوا حَدِيثَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَكَرِهُوهُ، فَدَخَلَنَا مِنْ ذَلِكَ غَمٌّ شَدِيدٌ وَقُلْنَا: قَدْ أَنْفَقْنَا وَرَحَلْنَا وَتَعِبْنَا، فَلَمْ أَزَلْ فِي غَمٍّ مِنْ ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ الْحَجِّ، فَخَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ فَلَقِيتُ بِهَا يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا، مَا نَزَلَ بِنَا مِنْ شَيْءٍ بَلَغَنَا عَنْكُمْ فِي عَبْدِ الرَّزَّاقِ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ حَدِيثَهُ وَرَغَبْتُمْ عَنْهُ، قَالَ لِي: يَا أَبَا صَالِحٍ، لَوِ ارْتَدَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الْإِسْلَامِ مَا تَرَكْنَا حَدِيثَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute