وَمِنْ حَدِيثِهِ: مَا حَدَّثَنَاهُ جَدِّي، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَاجِرًا، وَكَانَ يُنْقِصُ مَرَّةً وَيَزِيدُ أُخْرَى، قَالَ: مَا فِي هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ وَلَأَلْتَمِسُ تِجَارَةً لَا نُقْصَانَ فِيهَا، فَأَتَى صَوْمَعَةً فَتَرَهَّبَ فِيهَا، وَكَانَ اسْمُهُ جُرَيْجٌ، وَكَانَ يَرِيحُ إِلَى صَوْمَعَتِهِ رَاعِي ضَأْنٍ وَرَاعِيَةُ مَعْزٍ، فَإِنَّ أُمَّ جُرَيْجٍ أَتَتْهُ يَوْمًا فَصَرَخَتْ بِهِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَقَالَتْ ⦗١٦٥⦘: جُرَيْجُ، فَقَالَ جُرَيْجٌ: أُمِّي وَالصَّلَاةُ، ثُمَّ قَالَتْ: جُرَيْجٌ، فَقَالَ جُرَيْجٌ: أُمِّي وَالصَّلَاةُ، قَالَ: فَذَهَبَتْ ثُمَّ أَتَتْهُ يَوْمًا آخَرَ فَقَالَتْ: جُرَيْجٌ، فَقَالَ جُرَيْجٌ: أُمِّي وَالصَّلَاةُ، ثُمَّ قَالَتْ: جُرَيْجٌ، فَقَالَ: أُمِّي وَالصَّلَاةُ وَلَمْ يُجِبْهَا فَقَالَ: أُمِّي وَالصَّلَاةُ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْ جُرَيْجًا حَتَّى يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمَيَامِيسِ، قَالَ: وَيَقَعُ صَاحِبُ الضَّأْنِ عَلَى صَاحِبَةِ الْمَعْزَى فَأَحْبَلَهَا، فَقِيلَ لَهَا حِينَ وَلَدَتْ: وَيْحَكِ مِمَّنْ وَلَدْتِ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ قَالَ: فَذَهَبُوا إِلَى الْمَلِكِ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: أَنْزِلُوهُ وَأْتُونِي بِهِ وَاكْسِرُوا صَوْمَعَتَهُ، فَلَمَّا أَنْزَلُوهُ قَالُوا: وَيْحَكَ يَا جُرَيْجُ كُنَّا نَرَاكَ خَيْرَ النَّاسِ فَأَحْبَلْتَ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهِ فَاصْلِبُوهُ، قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى إِذَا مَشَى وَبَرَزَ قَالَ: أَرَأَيْتَكُمْ هَذَا الَّذِي تَزْعُمُونَ أَنَّهُ ابْنِي أَرُونِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَأُتِيَ بِالْمَرْأَةِ، وَالصَّبِيُّ فَمُهُ فِي ثَدْيِهَا فَقَالَ لَهُ جُرَيْجٌ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ الْغُلَامُ وَنَزَعَ فَمَهُ مِنَ الثَّدْيِ قَالَ: أَبِي رَاعِيَ الضَّأْنِ، قَالَ: فَسَبَّحَ النَّاسُ وَعَجِبُوا، قَالَ: فَضَحِكَ فَقَالُوا لَهُ: مَا تَضْحَكُ؟ قَالَ: مَا ضَحِكْتُ إِلَّا مِنْ دَعْوَةٍ دَعَتْهَا عَلَيَّ أُمِّي، فَذَهَبُوا إِلَى الْمَلِكِ وَأَخْبَرُوهُ قَالَ: رُدُّوهُ فَأُتِيَ بِهِ وَقَالَ: يَا جُرَيْجُ مُرْنَا فَنَصْنَعْهَا لَكَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، قَالَ: بَلْ أَعِيدُوهَا كَمَا كَانَتْ، فَرَدُّوهَا وَرَجَعَ فِي صَوْمَعَتِهِ " وَفِي هَذَا الْمَتْنِ رِوَايَةٌ مِنْ وُجُوهٍ فِيهَا مَا يَثْبُتُ وَيَصِحُّ مِنْ غَيْرِ هَذَا الطَّرِيقِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute