للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثاني في اختلاف النَّاسِ في الجنَّة التي أُسكِنَها آدم، وأُهْبِطَ منها (١)، هل هي جنَّة الخلد، أو جنَّة (٢) أخرى غيرها في موضع عالٍ من الأرضِ (٣)؟

قال منذر بن سعيد (٤) في "تفسيره":

"وأمَّا قوله تعالى لآدم: {وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: ٣٥].

فقالت طائفة: أسكن اللَّه آدم جنة الخلد التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة.

وقال آخرون: هي جنَّة غيرها جعلها اللَّهُ له وأسكنه إيَّاها، ليست جنَّة الخلد.


(١) قوله: "وأهبط منها" ليس في "ب".
(٢) في "د": "أم هي جنة".
(٣) في "ب": "أو جنة في الأرض" بدلًا من "أم جنة أخرى غيرها في موضعٍ عالٍ من الأرضِ".
(٤) وهو منذر بن سعيد بن عبد اللَّهِ أبو الحكم البُلُّوطي، ولد ٢٧٣ هـ، كان متفننًا في ضروب العلمِ تفسيرًا وفقهًا ولغةً وأدبًا، وكان أخطبَ أهل زمانه، منحرفًا إلى مذهب أهل الكلام، له التفسير والنَّاسخ والمنسوخ وغيرها، توفي سنة (٣٥٥ هـ).
انظر: "تاريخ علماء الأندلس" لابن الفرضي رقم (١٤٥٤)، و"طبقات المفسرين" للداوودي (٢/ ٣٣٦ - ٣٣٧).