للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وسألته عمَّا جحدت الجَهْمِيَّة فقال: "لم يزلْ يملي لهم الشيطان حتَّى جحدوا قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} [القيامة: ٢٢، ٢٣]، فقالوا: لا يراه أحدٌ يوم القيامة، فجحدوا -واللَّه- أفضل كرامةِ اللَّه التي أكرم بها أولياءه يوم القيامة من النظرِ إلى وجهه، ونضرته إيَّاهم {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: ٥٥]، فوربِّ السماء والأرضِ ليجعلنَّ رؤيته يوم القيامة للمخلصين له ثوابًا لينضِّر بها وجوههم دون المجرمين، وتفلج بها حُجَّتهم على الجاحدين، وهم عن ربِّهم يومئذٍ لمحجوبون، لا يرونه كما زعموا أنَّهُ لا يرى، ولا يكلمهم ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم" (١).

[ذكر قول الأوزاعي]

ذكر ابن أبي حاتم عنه قال: "إنِّي لأرجو أنْ يحجب اللَّه عزَّ وجلَّ جَهْمًا وأصحابه عن أفضل ثوابه الَّذي وعده أولياءَه حين يقول: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} [القيامة: ٢٢، ٢٣] فجحدَ جهْم وأصحابه أفضل ثوابه الَّذي وعد أولياءَه" (٢).

[ذكر قول الليث بن سعد]

قال ابن أبي حاتم: حدثنا إسماعيل بن أبي (٣) الحارث، حدثنا


(١) أخرجه ابن بطة في الإبانة "المختار" رقم (٥٩)، والَّلالكائي (٨٧٣).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (٥/ ٤٢): "روى الأثرم في السنة، وأبو عبد اللَّه بن بطة في الإبانة، وأبو عمرو الطلمنكي وغيرهم بإسنادٍ صحيح عن عبد العزيز بن عبد اللَّه بن أبي سلمة الماجشون. . . " ثمَّ ذكره.
(٢) ذكره الَّلالكائي (٨٧٤) عن ابن أبي حاتم بسنده.
(٣) ضُرِبَ عليها في "هـ".