للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هكذا ذكره في كتاب: "بدء الخلق" (١)، وقال في كتاب "التفسير" في سورة الواقعة (٢): "عُرُبًا مثقلة واحدها عَروب مثل صَبور وصُبُر تسميها أهل مكة: العَرِبَة، وأهل المدينة: الغَنِجة، وأهل العراق: الشَّكِلَة".

قلتُ: فجمع سبحانه وتعالى بين حُسْن صورتها وحسن عشرتها، وهذا غاية ما يطلب من النساء، وبه تكمل لذَّة الرَّجلِ بِهِنَّ، وفي قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦)} [الرحمن: ٥٦] إعلام بكمال الَّلذة بهنَّ، فإنَّ لذَّة الرجلِ بالمرأةِ التي لم يطأها سواهُ، لها فضل على لذَّته بغيرها، وكذلك هي أيضًا.

[فصل]

وقال تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (٣٢) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣)} [النبأ: ٣١ - ٣٣].

فالكواعب: جمع كاعب، وهي: النَّاهد. قاله: قتادة ومجاهد والمفسرون (٣). قال الكلبي: "هنَّ المُفلَّكات اللواتي تكعبت ثديهنَّ وتفلَّكت" (٤). وأصل اللفظة من الاستدارة، والمراد أنَّ ثديهنَّ نواهد


(١) (٦٣)، (٨) باب: ما جاء في صفة الجنَّة وأنَّها مخلوقة (٣/ ١١٨٤).
(٢) (٤/ ١٨٥٠).
(٣) أخرجه الطبري (٣٠/ ١٨) عن قتادة.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٢/ ٣) رقم (٥٧٨٨) عن مجاهد.
وانظر: تفسير الطبري (٣٠/ ١٨)، والوسيط للواحدي (٤/ ٤١٥)، وتفسير البغوي (٨/ ٣١٦)، والقرطبي (١٩/ ١٨٣).
(٤) انظر: تفسير السمرقندي (٣/ ٤٤٠)، ولسان العرب (١/ ٧١٩).