للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك قول من قال: المخضود الَّذي لا يَعْقِر اليد، ولا يرد اليد منه شوك ولا أذى فيه، فسَّره بلازم المعنى، وهكذا غالب المفسرين يذكرون لازم المعنى المقصود تارة، وفردًا من أفراده تارة، ومثالًا من أمثلته فيحكيها الجمَّاعون للغثِّ والسَّمين أقوالًا مختلفة، ولا اختلاف بينها.

[فصل]

وأمَّا الطَّلحُ: فأكثر المفسرين قالوا: إنَّه شجر الموز.

قال مجاهد: "أعجبهم طلح وَجٍّ وحُسْنه، فقيل لهم: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩)} " (١).

وهذا قول علي بن أبي طالب، وابن عبَّاس، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي اللَّهُ عنهم (٢).

وقالت طائفة أخرى: "بل هو شجرٌ عظامٌ طوالٌ، وهو من شجر البوادي الكثير الشوك عند العرب. قال حَاديهم:


(١) أخرجه الطبري في تفسيره (٢٧/ ١٨١ و ١٨٢)، والبيهقي في البعث والنشور رقم (٣٠٤).
وسنده صحيح.
(٢) انظر: تفسير عبد الرزاق (٢/ ٢١٨) رقم (٣١٢٦ و ٣١٢٨)، والزهد لهناد بن السري رقم (١/ ١١١ و ١١٢)، وصفة الجنَّة لابن أبي الدنيا رقم (٦٤)، وتفسير الطبري (٢٧/ ١٨١)، والبعث للبيهقي رقم (٣٠٥، ٣٠٦، ٣٠٨)، وتفسير ابن كثير (٤/ ٣٠٩).