للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجعل مكان كلِّ شوكةٍ ثمرةً" (١) .

وقالت طائفة: المخضود هو: المُوْقَر حَمْلًا (٢) .

وأُنْكِرَ عليهم هذا القول، وقالوا: لا يُعْرَفُ في اللغة الخضد بمعنى الحمل. ولم يُصِبْ هؤلاءِ الَّذين أنكروا هذا القول، بل هو قولٌ صحيح، وأربابه ذهبوا إلى أنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى لمَّا خضد شوكه وأذهبه، وجعل مكان كلِّ شوكةٍ ثمرة أوقره بالحمل، والحديثان المذكوران يجمعان القولين (٣) .


(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد -رواية نُعَيم- رقم (٢٦٣)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (١٠٩).
- ورواهُ بشر بن بكر ومحمد بن حرب كلاهما عن صفوان بن عمرو عن سُليم بن عامر عن أبي أُمامة الباهلي قال كان أصحاب رسول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر نحوه.
أخرجه ابن أبي الدنيا رقم (١١٠)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥١٨) رقم (٣٧٧٨)، والبيهقي في البعث رقم (٣٠٢).
قال الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه".
قلتُ: والطريق المرسل أصح، فإنْ طريق محمد بن حرب من رواية الواقدي وهو متروك، وطريق بشر بن بكر التَّنَّيْسي من رواية الربيع بن سليمان المرادي وهو صدوق، وابن المبارك أثبت وأحفظ من بشر بن بكر، واللَّهُ أعلم.
(٢) قال به الحسن وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة.
انظر: تفسير الطبري (٢٧/ ١٨٠).
(٣) وممَّن قال بالقولين جميعًا: ابن عباس، وعكرمة، وقتادة.
انظر: تفسير عبد الرزاق (٢/ ٢١٨) (٣١٢٥) والطبري (٢٧/ ١٧٩ - ١٨٠).