للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدن وهي من أرض اليمن، وأخبر أنَّ اللَّه نصب الفردوس لآدم بعَدَن، ثمَّ أكَّدَ ذلك بأنْ قال: "الأربعة الأنهار التي ذكرنا منقسمةٌ من النَّهرِ الَّذي كان يسقي فردوس آدم".

قال منذر: "وقال ابن قُتَيبة عن ابن منبه عن أُبيٍّ قال: واشتهى آدم عند موته قِطْفًا من الجنَّة التي كان فيها -بزعمهم على ظهر السَّماء السَّابعة- وهو في الأرضِ، فخرج أولاده يطلبون ذلك له، حتَّى بَلَّغتهم الملائكة موته" (١) فأولاد آدم كانوا مَجَانيْن عندكم -إنْ كان ما نقله ابن قُتيبة حَقًّا- يطلبون لأبيهم ثمرة جنَّة الخُلْدِ في الأرضِ؟!

قال: ونحنُ لم نَقُلْ عُشْرَ ما قال هؤلاء، ولو كانت جنَّة الخُلْد لخُلِّدَ فيها، ونحن استدللنا من القرآن، وغيرنا قَطَع وادَّعى ما ليس له عليه بُرْهَان".

فهذا ذكر بعض أقوال من حكى الخلاف في هذه المسألة (٢) ، ونحن


(١) انظر: المعارف لابن قتيبة ص (١٢). وأثر أُبي بن كعب رضي اللَّه عنه أخرجه ابن قتيبة ص (١٢)، والدارقطني في "السنن" (٢/ ٧١)، وابن سعد في "الطبقات": (١/ ٣٣ - ٣٤)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣٧٠) وغيرهم.
من طريقِ يونس بن عبيد وعثمان بن سعد عن الحسن البصري عن عُتي ابن ضمرة عن أبي بن كعب موقوفًا.
والأثر اختلف في رفعه ووقفه، وفي ذكر "عُتي بن ضمرة" وإسقاطه، والوقف أشبه بالصواب، واللَّه أعلم.
والحديث صححه مرفوعًا الحاكمُ والضياء المقدسي.
راجع تفصيل الكلامِ فيه المرسل الخفي (٢/ ٦٠٣ - ٦٢٩).
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والجنَّة التي أُسكنها آدم وزوجته عند سلف =