للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال مجاهد: "قلت لابن عباس أين الجنَّة؟ قال: فوق سبع سماوات، قلتُ: فأين النَّار؟ قال: تحت سبعة أبْحرٍ مطبِقة" (١) .

رواه ابن منده، عن أحمد بن إسحاق عن الزبيري عن إسرائيل عن أبي يحيى، عن مجاهد.

وأمَّا الأثرُ الَّذي رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان، عن عبد اللَّهِ بن عمرو، قال: "الجنَّة مطوية معلقة بقرون الشمس تنشر في كلِّ عامٍ مرَّة، وإنَّ أرواح المؤمنين في طير كالزرازير (٢) يتعارفون يرزقون من ثمر الجنَّة" (٣) .

فهذا قد يظهر منه التناقض بين أوَّل كلامه وآخره، ولا تناقض فيه؛ فإنَّ الجنَّة المعلقة بقرون الشمس ما يحدثه اللَّهُ سبحانه بالشمس في كلِّ سنة مرَّة من أنواع الثمار والفواكه، والنبات (٤) جعله اللَّهُ تعالى مذكرًا بتلك الجنَّة، وآية دالَّة عليها، كما جعل هذه النَّار مذكرة بتلك؛ وإلَّا فالجنَّة التي عرضها السماوات والأرضِ ليست معلَّقة بقرون الشمس،


(١) أخرجه أبو نعيم في صفة الجنَّة رقم (١٣٥).
وفيه: أبو يحيى القتَّات: ليِّن الحديث، انظر: التقريب (٨٤٤٤).
(٢) الزرازير: جمع زَرْزور: وهو طائر، انظر: الصحاح (١/ ٥٤٨).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٧/ ٥٦) رقم (٣٣٩٦٧)، وأبو نعيم في "صفة الجنَّة" رقم (١٣٣) والبيهقي في "البعث والنشور" رقم (٢٢٨) وغيرهم.
قال الجورقاني في "الأباطيل": (١/ ٣٢٠ - ٣٢١): "هذا حديثٌ باطل،. . وخالد بن معدان لم يسمع من ابن عمرو شيئًا".
(٤) في "ب": "والثمار".