للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكوكب الدريِّ الغاربَ في الأفق الطالع في تفاضل الدَّرجات"، قالوا يا رسول اللَّه أولئك النَّبيُّون؟ قال: "بلى، والَّذي نفسي بيده وأقوامٌ آمنوا باللَّهِ وصدَّقُوا المرسلين" (١) .

ورجال هذا الإسناد احتجَّ بهم البخاري في "صحيحه".

وفي هذا الحديث: "الغارب وفي حديث أبي سعيد: "الغابر". وقوله: "الطالع" صِفَة للكوكب، وصَفَهُ بكونه غاربًا، وبكونه طالعًا.

وقد صُرِّحَ بهذا (٢) المعنى في الحديث الَّذي رواهُ ابن المبارك: عن فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء عن أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ أهل الجنَّة ليتراءون في الغرف كما يُرى


(١) أخرجه أحمد في مسنده (٢/ ٣٣٥، ٣٣٩)، وابن خزيمة في "التوحيد": (٢/ ٩٠٧) رقم (٦٢٠)، والترمذي (٢٥٥٦)، وابن منده في الإيمان (٤٠٦).
من طرق عن فليح عن هلال به، وقد خولف هلال:
خالفه صفوان بن سُليم: فرواه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد.
أخرجه البخاري ومسلم كما تقدم قريبًا ص (١٥٣).
قال محمد بن يحيى الذهلي: "لا أبعد أنْ يكون عطاء بن يسار قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما".
وقال الذهلي أيضًا: "حديث مالك عن صفوان بن سليم صحيح، ولا يدفع حديث هلال، ولعلَّ عطاء بن يسار حفظه عنهما". انظر: علل الدَّارقطني (١١/ ١٠١). قلت: فليح في حفظه كلام، فأخشى من وهمه هنا.
فقد رواه النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد بمثل لفظ سهل بن سعد وزاد "كما تراءون الكوكب الغارب في الأفق الشرقي والغربي".
أخرجه البخاري برقم (٦١٨٨) ومسلم برقم (٢٨٣١).
(٢) في "ب": "خرِّج هذا" وفي "د": "خرج بهذا" بدلًا من "صُرِّح بهذا".