للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه ولا فحش ولا باطل، كما قال تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا} [مريم: ٦٢].

وأمَّا قوله تعالى: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة: ٩٠ - ٩١] فأكثر المفسرين حامُوا حولَ المعنى وما ورَدُوْهُ، وقالوا أقوالًا لا يخفى بُعْدها عن المقصود؛ وإنَّما معنى الآية واللَّه أعلمُ: فسلام لك أيُّها الرَّاحِلُ عن الدنيا حالَ كونك من أصحاب اليمين، أي: فسلامه لك كائنًا من أصحاب اليمين الَّذين سَلِمُوا من الدنيا وأنكادها، ومن النَّار وعذابها، فَبُشِّر بالسَّلامة عند ارتحاله من الدنيا، وقدومه على اللَّهِ تعالى، كما يُبَشر الملك رُوْحَه عند أخذها بقوله: "أبشري برَوْحٍ وَرَيْحَانِ وربٍّ غير غضبان" (١) ، وهذا أوَّل البُشرى التي للمؤمن في الآخرة.


(١) أخرجه ابن ماجه رقم (٤٢٦٢)، وأحمد (٢/ ٣٦٤ - ٣٦٥). وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٢٧٦ - ٢٧٧) تحت رقم (١٧٦)، والطبري في تفسيره (٨/ ١٧٧)، وابن منده في الإيمان رقم (١٠٦٨).
من طريق ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة فذكره مطولًا.
وسنده صحيح.
وللحديث طرقٌ عن أبي هريرة:
عند مسلم (٢٨٧٢)، وابن منده في الإيمان رقم (١٠٦٩) وغيرهما.