للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ: ولكن إذا روى مثل هذا ما يخالف الأحاديث الصحيحة لم يلتفت إلى روايته، وأيضًا فالرجل الَّذي رواه عنه القُرَظي لا يُدْرَى منْ هو؟

وقد روى أحمد في "مسنده" من حديث عُمَارة بن خزيمة بن ثابت قال: كُنَّا مع عمرو بن العاص رضي اللَّهُ عنهما في حج أو عمرة، حتَّى إذا كنَّا بمرِّ الظَّهران، فإذا امرأة في هودجها، قال: فمال فدخل الشِّعْبَ فدخلنا معه فقال: كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذ المكان، فإذا نحن بغربان كثيرةٍ فيها غُرَابٌ أعصم أحمر المنقار والرجلين، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يدخل الجنَّة من النساء إلَّا مثل هذا الغراب في هذه الغربان" (١) .

والأعصم من الغِربان: الَّذي في جناحه ريشة بيضاء.

قال الجوهري: "ويقال هذا كقوهم: الأبلق العَقُوق، وبَيْض الأنُوق، لكلِّ شيء يعزُّ وجوده" (٢) .


(١) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ١٩٧ و ٢٠٥) وعبد بن حميد في مسنده "المنتخب رقم (٢٩٤)، والنسائي في الكبرى (٥/ ٤٠٠) رقم (٩٢٦٨)، وأبو يعلى في مسنده (١٣/ رقم ٧٣٤٣)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٦٤٥) رقم (٨٧٨١ و ٨٧٨٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (١٣/ ٧٤٣٣) وغيرهم.
والحديث قال فيه الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
وقال الهيثمي: "ورجاله ثقات" مجمع الزوائد (١٠/ ٤٠٠).
(٢) الصحاح (٢/ ١٤٦٥ - ١٤٦٦).