للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البشر، وكمَّل لهم البشرى بكونهم (١) {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (١٠٨) } [الكهف: ١٠٨].

والحمد للَّه فاطرِ السموات والأرضِ، جاعل الملائكة رسلًا، وباعث الرسل مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للنَّاس على اللَّهِ حُجَّةٌ بعد الرسل، إذ لم يخلقهم عبثًا، ولم يتركهم سُدىً، ولم يغفلهم هملًا، بل خلقَهم لأمرٍ عظيمٍ، وهيَّأَهم لِخَطْبٍ جسيم، وعمَّر لهم دارين (٢) ، فهذه لمن أجابَ الدَّاعي، ولم يبغِ سوى ربه الكريم بدلًا، وهذه لمن لم يُجب دعوته، ولم يرفع بها رأسًا، ولم يعلِّق بها أمَلًا.

والحمد للَّه الَّذي رضي من (٣) عباده باليسير من العمل، وتجاوزَ لهم عن الكثير من الزَلل، وأفاضَ عليهم النعمة، وكتب (٤) على نفسه الرحمة، وضمَّن (٥) الكتاب الَّذي كتبه: أنَّ رحمته سبقت غضبه. دعا عباده إلى دار السلام، فعمَّهم بالدَّعوة حُجَّةً منه عليهم وعَدلًا، وخصَّ بالهداية والتوفيقِ من شاء نعمةً (٦) منه وفضلًا، فهذا عدْلُه وحكمته، وهو العزيز الحكيم، وذلك فضلُه (٧) يؤتيه من يشاء، واللَّه ذو الفضل العظيم.


= في "هـ" بعد "رسوله" "صلَّى اللَّه عليه وسلَّم محمدٍ".
(١) في "هـ": "بقوله".
(٢) في "هـ": "دارين آخرتين".
(٣) في "أ": "عن"، وجاء في "هـ" "من عباده المؤمنين باليسير".
(٤) في "ب": "وكتب لهم على نفسه".
(٥) في "هـ": "وضمن لهم في الكتاب".
(٦) في "ج": "رحمةً".
(٧) في "ج، هـ": "فضل اللَّه".