للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر الإمام أحمد، عن جابر بن عبد اللَّه: "أنه رآه عمر ومعه لحم قد اشتراه لأهله بدرهم، فقال: ما هذا؟ قال: لحم اشتريته لأهلي بدرهم، فقال: أوكلما اشتهى أحدكم شيئًا اشتراه! أما سمعت اللَّه تعالى يقول: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: ٢٠] (١) .

وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا الحسن قال: قدم وفد أهل البصرة مع أبي موسى على عمر، فكنا ندخل عليه كل يوم وله خبز يُلَتُّ (٢) ، ربما وافقناها مأدومة بالسمن، وربما وافقناها مأدومة بالزيت، وربما وافقناها مأدومة باللبن، وربما وافقنا القدائد (٣) اليابسة، قد دقت ثم أغلي بها، وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل، فقال ذات يوم: إني واللَّه قد أرى تعذيركم (٤) وكراهيتكم لطعامي، إني واللَّه لو شئت لكنت من ألينكم


(١) أخرجه أحمد في الزهد رقم (٦٥١).
من طريق الأعمش عن بعض أصحابه قال: مرَّ جابر بن عبد اللَّه فذكره.
- ورواهُ عبد اللَّه بن عمر العمري -ضعيف- عن وهب بن كيسان عن جابر فذكر نحوه.
أخرجه أبو داود في الزهدِ رقم (٦٤).
وهذا يدلُّ على أنَّ للحديث أصلًا ثابتًا.
(٢) اضطربت النسخ في هذه الَّلفظة، ففي "أ، هـ" "ثلاثة"، وفي "ب، ج، د" "ثلثة". ولعلَّ الصوابُ ما أثبته كما جاء عند ابن المبارك وغيره.
واللَّتُّ: الخلطُ.
(٣) وقع في "ج": "القرائد".
(٤) في "د": "تقديركم"، وفي نسخةٍ على حاشية "أ" "تعزيركم". والتعذير: التقصير في الأكلِ.