على الله وإنما يتوجه له على عبيده، وحقيقة المعنى فيه أن الله تعالى لم يترك للعبد شيئاً في الاعتذار يتمسك به اهـ.
١١٣ - (الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر) أحد جموع شيخ، وقد ذكرتها في أول هذا الشرح، والمراد منه ذوو الأسنان من الصحابة البدريين وهم من أفاضل الصحابة وأكارمهم: أي: يدخله معهم في المشورة والمهمات وإدخاله معهم مع كبر سنهم لكبر قدره بما عنده من العلوم والمعارف، وقد كان يسمى البحر لسعة علمه (فكأن) بتشديد النون (بعضهم) قال ابن النحوي: هو عبد الرحمنبن عوف كما صرح به البخاري في موضع آخر (وجد) غضب (في نفسه) من ذلك (فقال) له (لم) بتحريك الميم وهي ما الاستفهامية حذفت ألفها لأنها جرت وحقها أن ترسم بهاء السكت بعد الميم لأنها يوقف عليها كذلك (تدخل) بضم الفوقية وكسر الخاء المعجمة، وفي نسخة «يدخل» بفتح التحتية وضم المعجمة (هذا معنا، ولنا أبناء مثله) في السن، ويحتمل أن يكون في لقيّ النبي أيضاً بالنسبة لبعضهم (فقال عمر: إنه من حيث علمتم) أي: من بيت النبوّة ومنبح العلوم ومصدر الآراء السديدة، ثم أراد زيادة بيان لشرفه بكثرة علمه المقتضي لتقدمه (فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيت) علمت بقرائن الأحوال، وفي أصل متعمد من «صحيح البخاري»«فما أريته» بصيغة المجهول واتصل الضمير به أي ظننته (أنه دعاني يومئذٍ إلا ليريهم) بضم التحتية الأولى: أي: يعلمهم (مني) ما أستحق به الإدخال مع الشيوخ البدريين، زاد في رواية ابن سعد «فقال: أما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله»(فقال: ما تقولون في قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} (النصر: ١) ، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد ا) بفتح النون والميم (ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا) جعل هذا القائل