للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخفيف الياء قال في «الصحاح» يذكر ويؤنث وهي للمرأة والرجل أيضاً/ والجمع أثد وثدىً على فعول وثدي أيضاً بكسر المثلثة اتباعاً لما بعدها من الكسر اهـ. وفي «التهذيب» للمصنف مثله. ثم نقل عن ابن فارس اختصاص الثدي بالمرأة ويقال لذلك من الرجل ثندوة بفتح الثاء بلا همز وثندؤة بالضم والهمز فأشار إلى تخصيصه وقد ثبت في الحديث الصحيح «أن رجلاً وضع ذاب سيفه بين ثدييه» (وأقبل إليه ونظر إليه) أي معتبراً لحاله بالسرّ الذي ألهمه الله إياه (فقال: اللهم لا تجعلني مثله) أي في الجبروت والتكبر وإن كان حسناً في المنظر فلا مدار على حسن الصورة بل على نور الباطن وأنوار السريرة (ثم أقبل على ثديه) يرضعه (فجعل يرتضع) ومرّوا وفي باب بدء الخلق من البخاري ومرّ بالمبني للمجهول (بجارية وهم يضربونها) وعند البخاري بأمة وعند أحد تضرب. قال الحافظ: وقع في رواية خلاس أنها كانت حبشية أو زنجية. وفي رواية الأعرج عن أبي هريرة عند البخاري «يجرراها» بجيم مفتوحة وتشديد الراء الأولى ويلعب بها وهو معنى قوله في رواية البخاري «فجروّها حتى ألقوها» (ويقولون: زنيت وسرقت) بكسر التاء فيهما للواحدة المخاطبة (وهي تقول حسبي ا) أي بحسبي أي كافيّ (و) هو (نعم الوكيل) وتقدم بسط فيها أوائل الكتاب، اكتفت بهذا الذكر عن تبرئتها لنفسها ونفي ما رموها به من الزنا والسرقة علماً بأن من اعتمد على مولاه كفاه ما أهمه من أمر دنياه وأخراه قال تعالى:

{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} (الطلاق: ٣) وتقدم في باب اليقين والتوكل عن ابن عباس حديث كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله نعم والوكيل (فقالت أمه) لقصر نظرها على الظاهر (اللهم لا تجعل ابني مثلها) أي في كونه حقيراً يضرب لفعل السوء (فترك) الابن (الرضاع ونظر إليها) فألهمه الله أنها بريئة مما رميت به ومظلومة فيما يفعل بها (فقال: اللهم اجعلني مثلها) أي في البراءة من مزاولة المعاصي والوقوع فيها لا مثلها في الاتهام بما لم أفعل لأنه من باب تمني البلاء وهو منهيّ عنه كما في خبر «لا تمنوا لقاء العدوّ» الحديث (فهنالك) أي في ذلك الحال (تراجعا الحديث) أي سألته عن

<<  <  ج: ص:  >  >>