للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيتَ وبقيتُ، ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان". ثم سافر في الساعة التي نهاه عنها، ولقي القوم فقتلهم، وهي وقعة النَّهْرَوَان الثابتة في الصحيح لمسلم، ثم قال: "لو سِرْنا في الساعة التي أمرنا بها، وظفرنا، وظهرنا، لقال قائل: سار في الساعة التي أمر بها المنجم، ما كان لمحمد -صلى الله عليه وسلم- منجم ولا لنا مِن بعده، فتح الله علينا بلاد كِسرى وقيصر وسائر البُلدان ثم قال: "يأيها الناسُّ؛ توكلوا على الله وثقوا به؛ فإنه يكفي ممن سواه" (١) اهـ.

قال الخليل بن أحمد -رحمه الله تعالى-:

خَبِّرا عني المنجمَ أني ... كافرٌ بالذي قضته الكواكبْ

عالمٌ أن ما يكون وما كان ... قضاءٌ من المهيمنِ واجبْ (٢)

وقال القاسم بن محمد الأنباري -رحمه الله تعالى-:

إني بأحكام النجوم مُكذِّبٌ ... وَلمُدَّعيها لائمٌ ومؤنِّبُ

الغيبُ يعلمُه الهيمنُ وحدَه ... وعن الخلائق أجمعين مُغَيَّبُ

الله يُعطي وهْوَ يمنع قادرًا ... فمن المنجم وَيْحَهُ والكوكبُ (٣)

وقال المتنبي:

فتبًّا لدينِ عبيدِ النجومِ ... ومن يدَّعي أنها تعقلُ (٤)


(١) "الجامع لأحكام القرآن" (١٩/ ٢٨، ٢٩).
(٢) "بهجة المجالس" لابن عبد البر (٣/ ١١٥).
(٣) "معجم الأدباء" لياقوت الحموي (٤/ ٦٣٤).
(٤) "ديوان المتنبي" ص (٢٥٦).

<<  <   >  >>