للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الطيبي: "الآيات: أماراتٌ للساعة، إما على قربها، وإما على حصولها؛ فمن الأول: الدجال، ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والخسف، ومن الثاني: الدخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تحشر الناس" (١).

معنى "الساعة" اصطلاحًا

الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وسُمّيَتْ بذلك لسرعة الحساب فيها، أو لأنها تفجأ الناس في ساعة، فيموت الخلق كلهم بصيحةٍ واحدة (٢). وقال الراغب في "المفردات": [الساعة: جزء من أجزاء الزمان، وُيعبَّر به عن القيامة، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} [القمر: ١]، وقال سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ} [الأعراف: ١٨٧]، وقال -عز وجل-: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [الزخرف: ٨٥].

تشبيهًا بذلك لسرعة حسابه، كما قال -عز وجل-: {وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام: ٦٢]، أو لِما نبَّه عليه بقوله تبارك وتعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: ٤٦]، وقوله سبحانه: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} [الأحقاف: ٣٥]، وقوله -عز وجل-: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم: ٥٥]، فالأولى: هي القيامة، والثانية: الوقت القليل من الزمان.

وقيل: الساعات -التي هي القيامة- ثلاث:


(١) "المصدر نفسه" (١٣/ ٣٥٢).
(٢) انظر: "لسان العرب" (٨/ ١٦٩)، "النهاية" لابن الأثير (٢/ ٤٢٢).

<<  <   >  >>