للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكنني أرجِّحُ أنه يمني المولد" (١)، غير أنه عاد في موضع آخر ليقول: "كذلك هداني الله -عز وجل- إلى أنه من مواليد الشام ... وبالذات من السامرة بفلسطين، وكنت أحسبه -مجتهدًا في هذا الحسبان- من مواليد اليمن، لظني أنهم أذكى اليهود" (٢)، وقال: إنه أورد في كتابه "الخيوط الخفية" معلومات عن بداية نشأة الدجال من مخطوطات شديدة الندرة، ثم قال: "وعليه: فإن صح ما أتيت به من معلومات عن نشأة المسيخ الدجَّال؛ فهذا يُلغي ما ذكرته في كتابي "احذروا المسيخ" من أنه من مواليد اليمن -وإن كان عاش في اليمن، ونهل من معين بعض علمائها- وقد حدست من قبل أنه من مواليد سوريا، لكنه من مواليد السامرة، وعلى أي حال كلتاهما بالشام" (٣). اهـ.

ويستمر مسلسل الدجل والكذب، فيفتري قصة طويلة مملة عن نشأة الدجال وأسرته والقوم الذين نشأ فيهم، وكيف أن الله تعالى أمر جبريل الأمين أن يخسف بهم الأرض إلا طفلًا صغيرًا في قصر الحاكم -وهو الدجال- عليه أن يحمله إلى جزيرة في بحر كبير يسمى "بحر اليمن" (٤).

ويحلق بنا "السندباد المصري" في آفاق الدجل والدجالين، فيدعي أن الدجال رحل إلى مصر بعد سنوات من حياته في "السامرة"، حيث الفراعنة يحكمون، وبدأ يتقرب إلى أحد كهنة مصر الكبار، ويُغريه


(١) "نفسه" ص (٢٣) وحذار أن تسأل عن دليل أو توثيق؛ فإنما هو الحَدْسُ، والتخمين!
(٢) "ما قبل الدمار" ص (١٩٤).
(٣) "الخيوط الخفية" ص (١١).
(٤) "نفسه" ص (٣٢).

<<  <   >  >>