(٢) وهو يقصد هنا "الحسين" ملك الأردن الراحل. (٣) "أسرار الساعة" ص (١٣٢) وتأمل كيف طوعت له نفسه أن يستدل بتنبؤات ذلك اليهودي المنجم بلا أدنى تحرج؟!! (٤) حذار أن تسلم بهذا التهويش وهذا الهراء، واعتصم بدلالة النصوص القطعية المعصومة على أن الغيب لا يعلمه إلا الله -عز وجل-، فما ذكره "محامي نوسْتراداموس" لا يعدو أن لكون دعاية رخيصة يمهد بها لتمرير مجازفاته وتخرصاته، وهو هنا يسلك مسلك الطَّغام من العوام الذين يولعون بحكاية الغرائب دون إخضاعها لتمحيص وتفتيش، وما هو إلا صدى لأصوات الغربيين الذين يتشدقون بهذه المزاعم، بدليل أنه لم يقرأ رباعيات "نوسْتراداموس" في لغتها الأصلية بنفسه، تلك الرباعيات التي كتبت بلغة مراوغة تحتمل الشيء ونقيضه، كما هي عادة المنجمين والكهان والعرافين، ثم تأتي أهواء الشراح والمفسرين والمترجمين لتخضعها لرغباتهم، ثم يأتي دور العوام الذين يتداولونها بشغف ويزيدون عليها ما شاءوا حتى يصير الشبر ذراغا ثم أميالا، وفراسخ، ومع أن الواقع يكذب المنجمين، ويخلف وعودهم غالبا؛ إلا أن العوام لا يتناقلون ذلك، وإنما يعلق بذاكرتهم القليل النادر مما يقع وفق تنبؤاتهم إما اتفاقًا، وإما لأنه مما اختطفته الشياطين من أخبار السماء، والله تعالى أعلم، وانظر ص (١٠٥ - ١١١).