للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلمين: البخيل، فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل، فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول، فيتخذ قوماً دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة) (١).

ويقول في خطبة أخرى: (أيها الناس، إنّ أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه) (٢).

وينقل الصدوق في "أماليه" قصة عن فاطمة الزهراء تنافي نظرية العصمة التي كان يقول بها المتكلمون، فروى أنّ الإمام علي بن أبي طالب أنفق ذات مرة أموال مزرعة باعها حتى لم يبق لديه درهم واحد، فاحتجت فاطمة الزهراء على ذلك وأمسكت بثوبه، فنزل جبريل وأخبر النبي بذلك، فذهب إليها وقال: ليس لك أن تمسكي بثيابه ولا تضربي على يديه فقالت: إني أستغفر الله ولا أعود أبداً (٣).

كما يذكر الشيخ الرضي في "خصائص الأئمة": أنّ الإمام الحسن استعار قطيفة من بيت المال فبلغ ذلك الإمام علي فغضب وذهب إلى بيت الإمام الحسن فوجد القطيفة في منزله فأخذ بطرفها يجرها وهو يقول له: النار يا أبا محمد، النار النار يا أبا محمد، حتى خرج بها (٤).

وكذلك لم يشر الإمام الحسين إلى موضوع العصمة في رسالته التي أرسلها إلى أهل الكوفة مع سفيره مسلم بن عقيل، وإنما طرح ضرورة اتصاف الحاكم بشروط التقوى والالتزام


(١) نهج البلاغة ص١٨٩ رقم (١٣١) (ومن كلام له (ع) وفيه يبين سبب طلبه الحكم ويصف الإمام الحق).
(٢) نهج البلاغة ص٢٤٧ رقم (١٧٣) (ومن خطبة له (ع) في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن هو جدير بأن يكون للخلافة وفي هوان الدنيا).
(٣) أمالي الصدوق (المجلس الحادي والسبعون) ص٥٥٥
(٤) خصائص الأئمة ص٧٨

<<  <   >  >>