للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا ضُمّ إلى ذلك كله ما يعتقده الشيعة الإثنا عشرية في الإمام علي من أنه إمام منصوص عليه كوصي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الدار (١) وأنّ الوصي لا يكون وصياً إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنّ هذا مُلزمٌ للشيعة الإثني عشرية بأن يعترفوا بأنّ تضحية الإمام علي رضي الله عنه في المبيت بفراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقارن بتضحية أبي بكر رضي الله عنه في رحلة الهجرة.

بل إننا نستطيع إلزام الشيعة الإثني عشرية بالإقرار بأنّ علياً رضي الله عنه قد بات في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مطمئن النفس إلى أنّ أحداً لن يمسه بسوء دون حتى أن يحتاج إلى طمأنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له، كيف لا وهم يزعمون بأنّ الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم (٢)، وأنهم يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء (٣)، وأنه لا يُغسّل الإمام ولا يدفنه إلا إمام مثله (٤)


(١) يعتبر حديث الدار أحد أبرز النصوص التي يستدل بها الشيعة الإثنى عشرية على إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه النصية وسيأتي الحديث عنه تفصيلاً.
(٢) وهو أحد أبواب كتاب الكافي للكليني وبصائر الدرجات للصفار وبحار الأنوار للمجلسي وغيرهم، وقد ذكر الكليني تحت هذا الباب ثماني روايات، وذكر الصفار في بصائر الدرجات ص٥٠٠ أربع عشرة رواية بينما اكتفى المجلسي في بحار الأنوار ٢٧/ ٢٨٥ - ٢٨٧ بذكر ستة روايات.
(٣) وهو أحد أبواب كتاب الكافي للكليني وقد ذكر فيه ست روايات، أما المجلسي فذكر في هذا الشأن اثنان وعشرون روايات شيعية كلها تؤكد هذا المعنى وهذا الاعتقاد (انظر: بحار الأنوار ٢٦/ ١٠٩ - ١١٧ تحت عنوان (وأنه عرض عليهم ملكوات السماوات والأرض ويعلمون علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة).
(٤) وهو أحد أبواب كتاب بحار الأنوار للمجلسي ٢٧/ ٢٨٨ (باب أنّ الإمام لا يغسّله ولا يدفنه إلا إمام وبعض أحوال وفاتهم عليهم السلام) وقد ذكر فيه سبع روايات.

<<  <   >  >>