للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنّ داود عليه السلام قد نال الملك العظيم كما في قوله تعالى {وَآتاهُ اللهُ المُلْكَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشآء} (١) ويقول سبحانه {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وآتَيْنَاهُ الحِكْمَةَ وَفَصْلَ الخِطَاب} (٢).

وإنّ سليمان عليه السلام قد نال أعظم ملكاً لم ينله أحد من بعده كما حكى الله تعالى عن سليمان أنّه قال {وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَد مِنْ بَعْدِى إنَّكَ أنْتَ الوَهَّاب} (٣).

فإن كان تفسير الآية كما يدّعي السبحاني فإنّ أولى الناس بنيل هذا الملك العظيم نصاً وعقلاً وواقعاً هو إبراهيم عليه السلام نفسه الذي جعله الله بنص الآية إماماً للناس لكن أبى الله تعالى إلا أن يخيب آمال أرباب النظرية الإمامية الإثنى عشرية.

فإنهم يعجزون عن إثبات نيل إبراهيم عليه السلام الإمامة التي يدّعونها ويحاولون إثباتها من هذه الآية، ولن يستطيعوا إثباتها حتى ولو اجتمعت الإنس والجن لذلك وكان بعضهم لبعضٍ ظهيراً.

ولنا في نقد استدلالهم بهذه الآية على الإمامة النصية بل وجعلها مرتبة أعلى وأجل من النبوة والرسالة عدة وقفات:

الوقفة الأولى: لا يصلح الاستدلال بالمتشابهات في إثبات العقائد!

فإنّ الآية الكريمة ليست محكمة وقطعية بحيث لا يختلف فيها إثنان بل وقع في كل جزئية منها خلاف كبير دوّنته كتب التفسير على اختلافها واختلاف مشارب واتجاهات كاتبيها.


(١) سورة البقرة آية ٢٥١
(٢) سورة ص آية ٢٠
(٣) سورة ص آية ٣٥

<<  <   >  >>