للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضاً ربما يستدل على أنّ المراد بالولاية المحبة بأنه لم يقع التقييد بلفظ بعدي والظاهر حينئذ اجتماع الولايتين فى زمان واحد ولايتصور الاجتماع على تقدير أن يكون المراد أولوية التصرف بخلاف ما إذا كان المراد المحبة، وتمسك الشيعة فى إثبات أنّ المراد بالمولى الأولى بالتصرف باللفظ الواقع فى صدر الخبر على إحدى الروايات وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، ونحن نقول المراد من هذا أيضاً (الأولى بالمحبة) يعنى (ألست أولى بالؤمنين من أنفسهم بالمحبة) بل قد يقال (الأولى) ههنا مشتق من الولاية بمعنى المحبة والمعنى (ألست أحب إلى المؤمنين من أنفسهم) ليحصل تلاؤم أجزاء الكلام ويحسن الانتظام ويكون حاصل المعنى هكذا (يا معشر المؤمنين إنكم تحبونى أكثر من أنفسكم فمن يحبنى يحب علياً، اللهم أحب من أحبه وعاد من عاداه).

ثم يقول: (ولو فرضنا كون الأولى في صدر الخبر بمعنى الأولى بالتصرف، فيحتمل أن يكون ذلك لتنبيه المخاطبين بذلك الخطاب ليتوجهوا إلى سماع كلامه صلى الله عليه وآله وسلم كمال التوجه، ويلتفتوا إليه غاية الالتفات فيقرر ما فيه من الإرشاد أتم تقرر، وذلك وكما يقول الرجل لأبنائه في مقام الوعظ والنصيحة (ألست أباكم) وإذا اعترفوا بذلك يأمرهم بما قصده منهم ليقبلوا بحكم الأبوة والبنوة ويعملوا على طبقهما فقوله عليه الصلاة والسلام في هذا المقام (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) مثل (ألست رسول الله تعالى إليكم) أو (ألست نبيكم) ولا يمكن إجراء مثل ذلك فيما بعده تحصيلاً للمناسبة، ومن الشيعة من أورد دليلاً على نفي المحبة، وهو أنّ محبة الأمير كرم الله تعالى وجهه أمر ثابت في ضمن آية والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، فلو أفاد هذا الحديث ذلك المعنى كان لغواً، ولا يخفى فساده ومنشؤه أنّ المستدل لم يفهم أنّ إيجاب محبة أحد في ضمن العموم شيء وإيجاب محبته بالخصوص شيء آخر، والفرق بينهما مثل الشمس ظاهر، ومما يزيد ذلك ظهوراً

<<  <   >  >>