للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه لو آمن شخص بجميع أنبياء الله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام ولم يتعرض لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بخصوصه بالذكر لم يكن إيمانه معتبراً.

وأيضاً لو فرضنا اتحاد مضمون الآية والخبر لا يلزم اللغو بل غاية ما يلزم التقرير والتأكيد وذلك وظيفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كان عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يؤكد مضامين القرآن ويقررها بل القرآن نفسه قد تكررت فيه المضامين لذلك ولم يقل أحد إنّ ذلك من اللغو والعياذ بالله تعالى، وأيضا التنصيص على إمامة الأمير كرم الله تعالى وجهه تكرر مراراً عند الشيعة فيلزم على تقدير صحة ذلك القول اللغوي ويجل كلام الشارع عنه) (١).

رابعاً: لفظ الركوع المذكور في الآية يُراد به الخضوع كنحو قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُون} (٢) والمراد أي اخضعوا واستسلموا لأمر الله تبارك وتعالى.

يقول الطبري (وأما تأويل – أي تفسير – الركوع فهو الخضوع لله بالطاعة، يُقال منه ركع فلان لكذا وكذا إذا خضع له، ومنه قول الشاعر:

بيعت بكسر لتيم واستغاث بها ... من الهزال أبوها بعدما ركعا

يعني: بعدما خضع من شدة الجهد والحاجة) (٣).


(١) تفسير روح المعاني ٦/ ١٩٥ - ١٩٩
(٢) سورة المرسلات آية ٤٨
(٣) جامع البيان للطبري (تفسير آية {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِين} من سورة البقرة).

<<  <   >  >>