للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الراغب الأصفهاني في "المفردات في غريب القرآن": (الركوع: الانحناء فتارة يُستعمل في الهيئة المخصوصة في الصلاة كما هي وتارة في التواضع والتذلل إما في العبادة وإما في غيرها) (١).

(وكانت العرب تُسمي من آمن بالله تعالى ولم يعبد الأوثان راكعاً، ويقولون: ركع إلى الله أي اطمأن إليه خالصاً ...) (٢).

ولذلك ذكر الله عز وجل في الآية الركوع في حال الزكاة بعد ذكره لإقامة الصلاة مع أنّ الركوع إنما يكون في الصلاة لا الزكاة، ومن هنا ظهر أنّ المراد بأنهم يؤتون الزكاة وهم خاضعون مستسلمون لله، إذ المرء قد يشح عن أداء الزكاة ويستكثر أن يخرج من ماله للفقراء، والذي يخضع لله ويستسلم لأحكامه ويقبل بقلبه وبجوارحه على أدائها يكون حينئذ خاضعاً مستسلماً لله وهو المراد من الآية.

خامساً: إنّ قول الحلي بأنّ (إنما) في الآية تفيد الحصر قد لا يُسلّم له، فـ (إنما) لا تفيد الحصر مطلقاً.

قال الرازي في "تفسيره ١٢/ ٣٠": (لا نسلّم أنّ كلمة (إنما) للحصر والدليل عليه قوله {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء} (٣) ولا شك أنّ الحياة الدنيا لها أمثال أخرى سوى هذا المثل).

ولو أننا سلّمنا بأنّ (إنما) في الآية تفيد الحصر فإنّ ذلك لن يخدم النظرية الإمامية أبداً.


(١) المفردات في غريب القرآن ص٢٠٢
(٢) أساس البلاغة للزمخشري المعتزلي ١/ ٣٦٨
(٣) سورة يونس آية ٢٤

<<  <   >  >>