وعليه فإن احتمال سماع جعفر من السدي قريب جداً ولا غبار عليه، وخصوصاً إذا قلنا بأنه ولد ١٥٩، فيعني أَن سنه كان تسعة عشر عاماً أو نحوها عند وفاة السدى، وهذا كله إذا سلمنا بصحة هذه الأقوال في وفاة كل من جعفر والسدي، والصحيح أنه لا يمكن القطع بصحتها، ولكن يستأنس بها بمعنى أننا لا يمكن أَن نرد تصريح جعفر بالسماع من السدي بها وقد حدث نحو ذلك من بعض الحفاظ حول حديث الإفك عهد البخارى في الصحيح ٦/ ٦٤ والذى صرح فيه مسروق بالسماع من أُم رومان، وفي عير هذا الموضع عند البخاري أيضاً فجزم بعضهم بأن مسروقاً لم يدرك أُم رومان، وحكموا على تلك الرواية بالوهم والغلط؛ وذلك اعتماداً منهم على ما ذكر من كون أُم رومان ماتت في حياته - صلى الله عليه وسلم - ومسروق لم يدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحيح أَن حديث وفاة أُم رومان في حياته - صلى الله عليه وسلم - لا يثبت من جهة السند. وممن اعترض على الصحيح بهذه الرواية الضعيفة في وفاة أُم رومان ابن السكن والخطيب وابن عبد البر والسهيلي وابن سيد الناس والمزي والذهبي والعلائي وآخرون، ورد عليهم ابن حجر فقال: وعندي الذى وقع في الصحيح هو الصواب والراجح. (انظر للاستفاضة مروات غزوة بنى المصطلق ٢٩٠ - ٣٠٤) =