وليس فيه مطعن غير كلام ابن حبان، ولم يورد له شيئًا يدلل به على هذا الجرح. (انظر المجروحين ٣/ ٢٨)، وابن حبان متشدد في الجرح كما هو معلوم، وكان أقصى ما يتوقع من الحافظ أن يقول فيه: صدوق يخطئ استنادًا لما نقله من أقوال، وأضيف عليها: قال عثمان الدارمي: دراج ومشرح ليسا بكل ذاك وهما صدوقان (كذا بكامل ابن عدي). وقال العجلي: مصري تابعي ثقة (الثقات ص ٤٢٩). وذكر ابن أو حاتم توثيق ابن معين وقول أحمد: معروف. وسكت على ذلك (انظر الجرح والتعديل). وذكره البسوي في ثقات التابعين من أهل مصر (المعرفة والتاريخ ٢/ ٥٠٠). وبعد سوق هذه الأقوال يتبين أن قول الذهبي أقرب إلى الصواب، وأن الرجل ثقة، وإن وهم في شيء فلا يدفع ذلك ثقته؛ بل يحتاج توهيمه إلى دليل، وقول الترمذي في الحديث: ليس إسناده بذاك القوي، تعقبه ابن كثير بقوله: وفي هذا نظر فإن ابن لهيعة قد صرح فيه بالسماع، وأكثر ما نقموا عليه تدليسه (التفسير ٥/ ٤٠٠)، وقال أحمد شاكر: بل هو حديث صحيح اهـ. ومع ذلك فللشاهد في حديثنا شواهد تعضده تأتي إن شاء الله تعالى. وأما باقي السند الذي من طريق ابن وهب فأئمة حفاظ أثبات. وأما الشواهد فمنها: ٥٥ - عن خالد بن معدان مرسلًا: أخرجه أبو داود في المراسيل قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح أبنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن عامر بن جشيب عن خالد بن معدان رحمه الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "فضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين" ثم قال أبو داود: وقد أسند هذا من غير هذا الوجه ولا يصح.=