للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وسليمان عده الحافظ من الطبقة الرابعة، فقد أدرك جمعًا من الصحابة، ولذا فطبقة أبي عثمان الغالب فيها أن تكون طبقة كبار التابعين، وأبو عثمان النهدى الذي احترز منه تابعي مخضرم أدرك الجاهلية، فما بالك بوالد أبي عثمان، ولعل هذا الذي حدا بابن حبان ثمّ السيوطي إلى تصحيحه.
ومن شواهده ما تقدم في سورة البقرة في كونها سنام القرآن، وما تقدم في آية الكرسى في نزولها من تحت العرش، وما تقدم قبل قليل في فضل قراءة يس في ليلة والمغفرة لصاحبها بذلك.
وأما القسم المتعلق بالفضل هنا فشواهده على قسمين:
القسم الأول: يشهد لكونها قلب القرآن، ومنه حديث أبي هريرة.
والقسم الثاني: يشهد لقراءتها عند المحتضر، ومنه أثر غضيف، وسأسوق سائر الشواهد بعد الكلام عنهما إن شاء الله تعالى.
هذا وقد سبق الكلام على هذا الحديث - أعنى: حديث معقل - باختصار في مواضعه المتقدمة من الكتاب وفيه أجزاء لم أجد لها شواهد تأتي في القسم الضعيف إن شاء الله تعالى، وهي قوله في سورة البقرة: نزل مع كل آية منها ثمانون ملكًا.
وأما حديث أبي هريرة:
فعبد الرحمن لم أقف له على ترجمة، وزيد هو ابن الحباب صدوق، وحميد هو المكي مولى ابن علقمة مجهول؛ كذا قال الحافظ، وعطاء هو ابن أبى رباح ثقة فقيه.
فالإِسناد فيه ضعف، ولكنه يصلح للشواهد؛ لأن الترمذي روى حديثًا من طريق زيد بهذا الإِسناد وقال فيه: هذا حديث حسن غريب (السنن ٥/ ٥٣٢)، وفي التحفة لم ينقل التحسين، وحميد هذا قال فيه البخاري: روى عنه زيد ثلاثة أحاديث زعم أنه سمع عطاء لا يتابع اهـ. ولكنه مع ذلك لم يذكره في الضعفاء. وقال فيه ابن عدي نحو قول البخاري. هذا ما نقله الحافظ في التهذيب. وقال ابن كثير: منظور فيه. (التفسير ٤/ ٥٦٣). وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة نحوه (انظر الدر ٥/ ٢٥٧).
وأما أثر غضيف:
فأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج ثقة وقد تابعه أبو اليمان، وصفوان هو ابن عمرو كذلك وهو من الطبقة الخامسة التي رأت الواحد والاثنين من الصحابة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>