جميعهم من طريق فليح عن ضمرة عن عبيد الله عن أبي واقد قال: سألنى عمر .... الحديث. ورواه عن فليح أبو أسامة وسريج بن النعمان وأبو عامر ويونس بن محمد، وهذه الطرق جميعها تتفق في ضمرة ولكني فرقتها للاختلاف في الِإرسال والوصل. وكما سيأتي نحوه في سورة الجمعة في حديث النعمان بن بشير. وللحديث طريق أخرى تأتي بعد الكلام عن هذه الملحوظة: هذا الحديث لسنا في حاجة إلى الكلام عنه بعد أن أخرجه مسلم في صحيحه، وقد أجاد الأخ الفاضل محمود سعيد ممدوح في كتابه "تنبيه المسلم" في دفاعه عن صحيح مسلم والبخاري من أن يتعرض لهما بعد اتفاق الأمة على قبولهما وبعد أن علم ما كان عليه هؤلاء الأئمة من سعة الاطلاع وتمييز الروايات والانتقاء وبعد أن عرضت مروياتهم على جهابذة الحفاظ فأخرجوا ما عللوه وجنبوا ما انتقدوه وبعد أن حظيت تلكم الروايات بدراسات عميقة من الشارحين للكتابين ومن غيرهم ثم من المنتقدين بعدهم ومن انتقد عليهم انتقاداتهم. فالأخ - جعل الله عمله خالصًا لوجهه - نقل في كتابه نقولاً مفيدة ولو أنه تحامل على الشيخ الألباني حفظه الله في بعض الكلمات وما كنا نود ذلك منه مع ما عرف به الشيخ الألباني من حبه ونصرته للسنة ودفاعه عنها ولكل جواد كبوة، وما أكثر كبوات الناس اليوم، ثم إن الأخ أيضًا بالغ في بعض الأمور وليس هذا مجال الكلام في ذلك، والمراد أن نطلب ممن يهمُّ بالكلام على أحاديث الصحيحين أن يرجع إلى هذا الكتاب لاسيما المقدمة من ص ٩ إلى ص ٢٦. وممن تكلم على سند حديثنا هذا بعد أن أخرجه مسلم الأخ الفاضل مساعد بن سليمان الراشد محقق كتاب أحكام العيدين للفريابي وقدم له الشيخ حماد الأنصاري وهو أستاذ مشارك بالدراسات العليا متخصص في الحديث وكان ينبغي له أن ينبه الأخ المحقق على ذلك: فإن المحقق بعد أن ذكر رواية الفريابي للحديث من طريق مالك (١٨٤) قال: إسناده =