للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عنه أيضًا شريك وقد سمع منه قبل اختلاطه، وتابعهما زهير ويونس وابن أبي زائدة، وأبو إسحق موصوف بالتدليس، ولم يصرح بالسماع، وقد تابعه مسلم البطين وعزرة، فأمنا تدليسه بذلك مع العلم بأنه من طبقة من يتساهل في تدليسه أحيانًا وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحق ثقة، وقد تابعه جماعة كما ذكرنا.
ومالك بن إسماعيل ثقة متقن، صحيح الكتاب عابد، وقد تابعه عن إسرائيل حجين بن المثنى وابن رجاء.
وأما الطريق الثانية: فهي عند الطبراني قد بينت أن الحديث في قصة مبيت ابن عباس في بيت خالته ميمونة المتقدمة في فضل سورة آل عمران، وكونه في هذه القصة لا يثبت؛ لأن رجال إسناده متكلم فيهم، فعطاء بن مسلم الخفاف صدوق يخطئ كثيرًا، والعلاء ثقة ربما وهم، وحبيب ثقة كثير التدليس، وقد عنعن هذا الحديث.
وتبين من رواية أحمد والطحاوي التي ذكرناها بعد أن حبيبًا سمعه من يحيى الجزار، ويحيى الجزار لم يسمع من ابن عباس، وإنما روى عنه في أحاديث في السنن بواسطة سعيد بن جبر، فلا مانع أن يكون مخرج الحديث واحدًا، وأن هذا طريق آخر للرواية عن سعيد، ولكن على أنه ليس في قصة ميمونة؛ لأننا قدمنا جمعًا من الثقات رووا القصة، فلم يذكروا ذلك فيها، فتفرد هذه الطريق بذكر ذلك، في النفس منه شيء، وقد ذكرنا نحوًا من ذلك في القراءة في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون، ثم إن الراويين عن عطاء بن مسلم هنا ابن أبي السري وهشام متكلم أيضًا فيهما، فابن أبي السري إن كان محمدًا فله أوهام كثيرة، وإن كان أخاه حسينًا فضعيف، وهشام كبر فصار يتلقن، والراوي عن هشام هو الحافظ المعمري أنكرت عليه أحاديث، وأما الراوى عن ابن أبي السري فابن قتيبة، وهو ثقة حافظ (انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ).
والخلاصة:
أن هذه الطريق حسنة لغيرها بدون قصة المبيت والله تعالى أعلم، ويشهد للحديث عمل ابن عباس بذلك كما سيأتي في الموقوفات، وليس مجيئه موقوفًا بمعلل للمرفوع منه بل هو مُقَوٍّ له، فكل منهما مستقل بذاته، ورواة المرفوع أكثر من رواة الموقوف فلو أردنا الترجيح لرجح المرفوع، والله أعلم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>