وقد ذكر ابن الأثير أن رواية ابن المبارك مثل رواية يزيد، والتي في الزهد هي التي ذكرناها، فليعلم ذلك. ثانيًا: من جهة اسم صحابيِّه: انقسم أهل العلم ثلاث فرق، فمنهم من جعله صعصعة بن ناجية، ووهم من قال: ابن معاوية، ومن هؤلاء ابن أبي عاصم حيث أخرجه في ترجمة صعصعة بن ناجية، وتبعه ابن منده، وقال ابن الأثير: "وقال أبو عمر في صعصعة بن ناجية: روى عنه الحسن فقال: عم الفرزدق"، وهو يؤيد قول ابن منده على أنه وهم، وقال ابن الأثير أيضًا في قول من قال: صعصعة عم الفرزدق: ليس بشيء، فإن الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية .... إلخ. وكأن الحافظ ابن حجر قوّى ذلك واستظهر له بكون ابن معاوية مختلف في صحبته، وقال النسائي وهو ممن أخرج الحديث: ثقة، وهذا يعني أنه عنده من التابعين، وهو كذلك عند خليفة وابن حبان ومنهم من قال: هو صعصعة بن معاوية ولكنه ليس بعم للفرزدق، وإنما هو عم الأحنف استنادًا لرواية هدبة، ومن هؤلاء من ذكره في ترجمة صعصعة بن معاوية عم الأحنف كالطبراني وأبي نعيم وابن أبي حاتم والحاكم، وقال أبو أحمد العسكري: وقد وهم في صعصعة بن معاوية عم الأحنف بعضهم فقال: صعصعة عم الفرزدق، وهو غلط، قال ابن الأثير: وهذا يؤيد قول أبي نعيم. وإلى هذا أيضًا ذهب المزي في تهذيب الكمال. ومنهم من أبقاه كما هو صعصعة بن معاوية عم الفرزدق، كابن سعد إلا أنه قال: هكذا قال يزيد بن هارون في حديث رواه عن الحسن اه، وذكره الإمام أحمد في صعصعة بن معاوية، وذكر الأحاديث التي فيها أنه عم الفرزدق، وهناك قول يعتبر رابعًا لابن حبان قال: صعصعة بن ناجية عم الفرزدق، ويقال: هو جده (الثقات ٣/ ١٩٤)، ومنشؤه والله أعلم رواية ابن المبارك التي لم تنسب صعصعة، وتردد فيها بين كونه عم الفرزدق أو جده. هذا باختصار اختلاف أهل العلم فيه ولكن من جهة الرواية المذكورة، فالحديث عن جرير الراجح فيه أنه عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق، ثم ينظر بعد ذلك =