للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= على الشك فقال أو عن نوفل، ومثل هذه الرواية لا تعارض الروايات المجزوم بها.
وأما تعليق البخاري لبعض الحديث بصيغة الجزم، فيستفاد منه صحته عنده، كما بين ذلك الحافظ باستقرائه للصحيح.
وأما رواية سحيم فلم أقف عليها ولم يذكرها إلا ابن الأثير، وسحيم ذكره ابن حبان في الثقات ٤/ ٣٤٣، وابن أبي حاتم وسكت عليه ٤/ ٣٠٣، وهي متابعة لكل من عبد الرحمن وفروة إن ثبتت والله تعالى أعلم، ثم إن نوفلًا لا يعرف إلا بهذا الحديث وهو متفق على صحبته عند كل من صنف في الصحابة كما بين ذلك الحافظ في الإصابة مما يؤكد ثبوت هذا الحديث وأخذ الأئمة به.
ومع ذلك فقد أعله البعض بالاضطراب، فقال ابن عبد البر: مختلف فيه مضطرب الإسناد لا يثبت (الاستيعاب ١٠/ ٣٣٧) وكذا قال ابن الأثير (انظر أسد الغابة ٥/ ٤٧) وقال المزى: مضطرب الإسناد (تهذيب الكمال ١٤٢٨/ ٣) وأشار لذلك الترمذي فقال: وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث. وقد ردّ ذلك الحافظ ابن حجر فقال: "وليس كما قال (يعني ابن عبد البر) بل الرواية التي فيها عن أبيه أرجح وهي الموصولة ورواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله وشرط الاضطراب أن تتساوى الوجوه في الاختلاف، وأما إذا تفاوتت فالحكم للراجح بلا خلاف" (الإصابة ١٠/ ١٩٦).
والأمر كما قال الحافظ، وقد فصلنا فيما سبق الكلام على الطرق بما يجعلها تنحصر في ثلاثة:
الأول: عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه وهو رواية الجماعة وهو طريق صحيح لا مغمز فيه.
والثاني: عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل عن أبيه وهو طريق حسن يؤكد كون الحديث عن نوفل.
والثالث: عن سفيان عن أبي إسحاق عن فروة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل ... حديث.
وهو مرسل صحيح يقوي الطرق الموصولة ولا يعارضها كما قدمنا.
والطريق الأول أثبت الطرق ويؤيد ذلك أن معه قصة تبين سبب ورود الحديث، كما أنه يشهد له ما يأتي عن البراء فيما جاء في الباب.=

<<  <  ج: ص:  >  >>