وأيضًا قد خالف الجماعة في عدم تسميته لظئر رسول ألله - صلى الله عليه وسلم - وفي اختلاف المتن نوعًا ما غير أنه من الممكن توجيه كل ذلك، فأما قوله عن أبي فروة فربما كانت كنية فروة كاسمه، وربما كان أبو إسحاق دلس فروة ورواه عن أبيه وكنية نوفل أبو فروة كما في بعض الصادر التي ترجمت له، ويكون نوفل قد كنى عن نفسه كما في الطريق السابقة. وأما عدم تسميته لظئر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا مخالفة فيها؛ لأنه إما كنى فروة عن أبيه أو كنى نوفل عن نفسه، وقد بينته الطرق الأخرى وهو نوفل وأما اختلاف المتن فمن باب الاختصار والرواية بالمعنى، وهو جائز على الراجح إن شاء الله تعالى. وأما الطريق السادس فرواتها ثقات إلا أن فيها إرسالًا ولا مانع من أن يروى المحدث الحديث في حال نشاطه فيسنده ويرويه تارة أخرى فرسله والوصل زيادة ثقة. وعبد الله هو ابن المبارك وسويد هو ابن نصر ومحمد بن حاتم هو ابن نعيم وقد خالف أبو أحمد الزبيري عبد الله بن المبارك كما عند البيهقي فقال عن أبي فروة، وأبو أحمد الزبيري يهم في حديث الثورى، فقول ابن المبارك مقدم عليه. والرجل المذكور في الحديث هو والد فروة، فغاية ما في الأمر أنه أرسله عن والده. وأما الطريق السابع ففيه أبو داود الطيالسي، وهو مع إمامته وجلالته له أحاديث يخطئ فيها إذا حدث من حفظه (انظر التهذيب ٤/ ١٨٢ - ١٨٧) وهذا الحديث لم يخرجه في مسنده، كما أنه قد خالفه غندر، وهو مقدم عليه في شعبة. ولذا فإن الترمذي بعد أن أخرج هذه الرواية أخرج رواية إسرائيل ثم قال: وهذا أصح، ثم قال: وروى زهير هذا الحديث عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة .... وأما الطريق السابع فشك فيه غندر، ولم أقف عليه بتمامه غير أن غندرًا كانت فيه بعض غفلة، فالحديث محفوظ عن فروة بن نوفل عن نوفل فيبدو أنه وهم فيه فرواه =