وأما الطَّرِيقِ الثانية فالعلاء، قال البيهقي في السنن (٤/ ٥٠): هو ابن زيد، ويقال: ابن زيدل يحدث عن أنس بن مالك بمناكير اهـ. وقال الحافظ: متروك، ورماه أَبو الوليد بالكذب. وقال ابن كثير: هذا حديث فيه غرابة شديدة ونكارة، والناس يسندون أمرَها إلى العلاء بن زيد هذا، وقد تكلموا فيه (انظر البداية ٥/ ١٤)، وقال في المجمع (٩/ ٣٧٨): فيه العلاء بن زيدل وهو متروك، وذكره ابن حبان في مناكير العلاء، وقال: حديث منكر لم يتابع عليه (انظر المجروحين ٢/ ١٨١) والذي في السند هو العلاء أَبو محمد وليس ابن زيدل. وقد فرق بينهما كل من البخاري، وابن حبان، ولم يتكلم البخاري في راوي حديثنا بل سكت عنه، وكذا فرق بينهما العقيلى (انظر التاريخ الكبير ٦/ ٥٠٧، ٥٢٠، المجروحين ٢/ ١٨٠، ١٨١، الضعفاء ٣/ ٣٤٢). وقال العقيلى: والرواية في هذا فيها لين. ورجح الحافظ في التهذيب (٨/ ١٨٣) أنهما واحد، وجزم بذلك في الإصابة فقال: والعلاء أَبو محمد هو ابن زيد الثقفي واهٍ (٩/ ٢٣٨). ولم يصرح في الرواية بأنه ابن زيد أو ابن زيدل، وعلى أي فالرواية فيها لين، كما قال العقيلي، وفي لفظها مناكير، تفرد بها العلاء عن لفظ رواية محبوب بن هلال، وعن لفظ حديث أبي أمامة، فهذه هي غاية ما يستنكر من رواية العلاء، وأما أصلها فثابت مما سبقها. وقد ذكر ابن كثير طريقي حديث أَنس هذين كم قال: وروي هذا من طرق أخر تركناها اختصارًا، وكلها ضعيفة (انظر التفسير ٨/ ٥٤٦) وفاته صحة حديث أَبى أمامة. وأما الطَّرِيقِ الثالثة فلم أقف عليها متصلة. والحديث بمجموع الطرق الثلاث لا ينزل عن الحسن لغيره، لا سيما وقد تقدمه حديث أبي أمامة.=