- بعض المخرجين والمتكلمين عن هذا الحديث يخلطون الطرق بعضها ببعض، ويدخلون هذا الحديث في الأحاديث الأخرى التي رواها عقبة بشأن المعوذتين، والصواب والله أعلم التفرقة بينها، فالمتدبر لكل حديث على حده يجده غير الثاني وفي حالة غير الحالات الأخرى، وقد ورد في طريق الطبراني ١٧/ ٣٣٥ ما يشهد لذلك من قول الراوي عن عقبة بن عامر: وكان صاحب بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشهباء التي يقودها في الأسفار، مما يقوي تكرر الحادثة. وكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يرسخ في عقبة رضي الله عنه تعظيم هاتين السورتين، عندما لحظ منه بادئ ذي بدء استقلالًا لهما، على الرغم من إعلامه إياه وقت نزولهما بأنهما لم ير مثلهما. وفي الباب: - عن ابن عائش الجهني: وقد تقدم أنه تصحيف، والصواب عن ابن عابس وهو عقبة، وانظر الطريق رقم (٥) والملحوظات. - عن أبي هريرة: وهو سبق قلم وقع في مخطوطة الدعاء للطبراني، وذلك لاشتهار رواية المقبري عن أبي هريرة أكثر من غيره، وانظر الطريق رقم (٢). وقد أخرجها الطبراني بنفس الإِسناد على الصواب في المعجم الكبير. - عن رجل من الصحابة: وهو عقبة بن عامر على الأرجح وانظر الطريق رقم (١٤) وأيضًا (١٢). - عن عبد الله بن أنس الأسلمي: أخرجه النسائي والبزار وعزاه في الدر أيضًا لابن مردويه (٦/ ٤١٥) وقد تكلمنا عليه في الطريق رقم (١٥)، والأقرب أنه وهم، والصواب عن عقبة بدون ذكر الأسلمي، وقد ذكرنا أن ظاهره الحسن، وصححه السيوطي وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. ٢٢٩ - عن جابر: أخرجه النسائي ٨/ ٢٥٤، وابن حبان (انظر موارد الظمآن ص ٤٤٠) =