الطريق السادس عشر، فيه نصر بن عبد الرحمن وهو مقبول، وقد تابعه ذلك المبهم، والرواية فيها مخالفة بذكر الإِخلاص بدل {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ولعل {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} سقطت، بدليل رواية الثوري عند عبد الرزاق والتي بينت أن هذا المبهم من جهينة. والصواب كما قدمنا أن الحديث هذا في المعوذتين فقط، والله تعالى أعلم. ومجموع هذه الطرق يعطي معنى التواتر عن عقبة. وقد قال ابن كثير بعد ذكر بعض هذه الطرق: "فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث" (التفسير ٨/ ٥٥٢). ملحوظات: - في الطريق الأول، عند البيهقي من طريق زيد بن الحباب عن معاوية عن العلاء عن القاسم جاء فيه عن العلاء بن كثير الحضرمي فخطأه البيهقي وقال: العلاء بن الحارث وهو أصح اهـ. والحديث عند أحمد عن زيد بن الحباب على الصواب، فلعل الوهم من غير زيد، والله أعلم. - في الطريق الخامس، سقط ذكر أبي عبد الله عند الطبراني والمزي في تهذيب الكمال بالرغم من ذكره للحديث في ترجمة أبي عبد الله، ووقع في المسند ٤/ ١٤٤ بدلًا من أبي عبد الله أبو عبد الرحمن، كما أنه في بعض المراجع ضبط "عابس" بهمزة بعد الألف ثم معجمة "عائش" حتى إن ابن الأثير ضبطها بالحروف هكذا، والصواب الأول وعليه أكثر المراجع، وقد التبس على البعض فجعله صحابيًا آخر، وإنما هو عقبة نفسه كما نص على ذلك عبد الله بن أحمد. - في الطريق التاسع، وقع عند الدولابي عن النسائي عن علي بن عبد الأعلى والصواب محمد بن عبد الأعلى، وهو كذلك في رواية النسائي كما نقلها ابن كثير، وليس في شيوخ النسائي من يسمى علي بن عبد الأعلى. - في عدة طرق مما مضت ذكرت أن النسائي أخرج الحديث من هذه الطريق؛ ولكن لم أقف على ذلك لا في السنن، ولا في اليوم والليلة ولا في الفضائل، ولا في التحفة، =