للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وفي الباب:
أحاديث مرفوعة ومراسيل في قصة سحره - صلى الله عليه وسلم -، أخرج منها البخاري في صحيحه حديث عائشة في عدة مواضع، منها في كتاب الطب ١٠/ ٢٢١، وشرحه الحافظ في ذلك الموضع وذكر شواهده هناك. وقد أخرجه سفيان بن عيينة في تفسيره عن هشام عن أبيه عنها وفيه ونزلت: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وقال الحافظ: صحيح (انظر تلخيص الحبير ٤/ ٤٠).
وأما ما ذكر فيه الشاهد:
٢٣٢ - فعن عائشة أيضًا:
أخرجه البيهقي في الدلائل ٧/ ٩٢، ٩٣، ٩٤ من طريق محمد بن عبيد الله عن أَبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة قالت:
كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غلام يهودي يخدمه، يُقال له: لبيد بن أعصم، وكان تعجبه خدمته، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة نائم، إذ أتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟ قال الذي عند رأسه: مطبوب. قال الذي عند رجليه: من طبه؟ قال الذي عند رأسه: لبيد بن أعصم، قال الذي عند رجليه: بم طبه؟ قال الذي عند رأسه: بمشط ومِشاطة، وجف طلعة ذكر بذي ذروان، وهي تحت راعوفة البئر.
فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا عائشة، فقال: "يا عائشة، أشعرت أن الله - عز وجل - قد أنبأني بوجعي"، فلما أصبح غدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغدا معه أصحابه إلى البئر، فإذا ماؤها كأنه نقوع الحناء، وإذا نخلها - الذي يشرب من مائها - قد التوى سعفه كأنه رؤوس الشياطين.
قال: فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن مراطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا فيها إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأتاه جبريل عليه السلام بالمعوذتين. فقال: يا محمد {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، وحل عقدة {مِنْ =

<<  <  ج: ص:  >  >>