للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن عبيدِ الله بن عبدِ الله بن عُتبةَ، عن ابنِ عباسٍ: «أنَّه كانَ يُسألُ عن القرآنِ فيُنشدُ فيه الشِّعرَ» (١)، ثُمَّ قالَ: «يعني أنَّه كانَ يستشهدُ به على التَّفسيرِ» (٢)، ويشهدُ لهذا المعنى قولُ يوسف بن مهران (٣)، وسعيد بن جبير (ت: ٩٥): «كنّا نسمعُ ابنَ عباسٍ كثيراً ما يُسألُ عن القرآنِ، فيقولُ: هو كذا أو كذا، ما سمعتُم الشّاعرَ يقول كذا وكذا؟» (٤)، وقالَ أبو عبيدٍ (ت: ٢٢٤) أيضاً: «في حديثِ أبي وائلٍ في قولِ الله ﷿ ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ [الإسراء: ٧٨]، قالَ: دلوكُها: غروبُها؛ وهو في كلامِ العربِ: دلَكَتْ براحِ» (٥)، ثُمَّ قالَ: «وفي هذا الحديثِ حُجَّةٌ لمن ذهبَ بالقرآنِ إلى كلامِ العربِ -إذا لم يكُنْ فيه حلالٌ ولا حرامٌ (٦) ألا تراه يقولُ: وهو في كلامِ العربِ دلكَتْ براحِ» (٧)، وقد جعلَ ابنُ جُزي (ت: ٧٤١) دليلَ اللُّغةِ مِنْ موجباتِ التَّرجيحِ في التَّفسيرِ، فقالَ: «الخامسُ: أن يدُلَّ على صِحَّةِ القولِ كلامُ العربِ» (٨).


(١) فضائل القرآن (ص: ٢٠٥).
(٢) المرجع السابق.
(٣) يوسف بن مِهران البَصريّ، روى عن ابنِ عباسٍ ، ذكرَه ابنُ سعدِ (ت: ٢٣٠) في الطَّبقةِ الثّانيةِ مِنْ التّابعين، ووثَّقَه وأبو زرعة (ت: ٢٦٤). ينظر: الطبقات الكبرى ٧/ ١١٥، والجرح والتعديل ٩/ ٢٢٩.
(٤) الطبقات الكبرى (الجزء المُتمّم لطبقات الصَّحابة) ١/ ١٦٢، والجامع لأخلاق الراوي ٢/ ٢٩٤.
(٥) غريب الحديث ٢/ ٣٨٨.
(٦) مُرادُه بذلك ما نقلَه الشَّرعُ مِنْ المعاني، وصارَتْ له حقيقةٌ شرعيَّةٌ، أو ما كانَ موضوعُه إثباتَ حكمٍ شرعيٍ؛ فإنَّ اللغةَ لا مدخلَ لها في ذلك بعد شهادتِها بصحَّةِ لفظِه وتركيبِه على سَنَنِ كلامِ العربِ.
(٧) غريب الحديث ٢/ ٣٨٨.
(٨) التسهيل ١/ ٢٠.

<<  <   >  >>