للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكقول الآخر: [البحر الطويل]

وتَلْحينَنِي (١) في اللهو ألاّ أحِبَّهُ ... وللهوِ دَاعٍ دَائِب غيرُ غَافِلِ

وأما ظاهر الآية، فقد أجابت عنهُ عائشةُ -رضيَ اللهُ عنها- عروةَ حينَ سألها، لما علم أن رفعَ الجُناح مستعمَلٌ في رَفْع الحَرَجِ، فلا يكونُ الرفعُ سببًا للوجوبِ، وإنما يومئ إلى عَدَمِ الوُجوبِ، فقالتْ -رضيَ الله تعالى عنها-: لو كان كما تقولُ، كانَتْ فلا جُناحَ عليهِ ألاَّ يَطَّوَّفَ بهما، ثم بَيَّنَتْ لهُ وجهَ العُدول من (٢) الظاهر، وأنه هو القصدُ إلى إباحة هذا الطوافِ لمنْ كانَ يتحرَّجُ منه في الجاهليةِ (٣).

* واتفقَ العلماءُ على أن البدايةَ (٤) بالصَّفا واجبةٌ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "نبدأُ بما بدأ اللهُ بهِ" (٥)، إلا ما يروى عن عطاءٍ أنه إذا بدأ بالمَرْوَةِ جاهلًا أَجْزَأهُ ذلك، واعتدّ بذلك الشوطِ (٦).


(١) في "أ": "تلحيني"، وهو خطأ.
(٢) في "ب" زيادة "هذا".
(٣) انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي (١/ ٧٠)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (١/ ٢/ ١٦٧)، و"الذخيرة " للقرافي (٣/ ٢٥٠).
(٤) في "ب": "البدأة".
(٥) رواه أبو داود (١٩٠٥)، كتاب: الحج، باب: صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والنسائي (٢٩٦٩)، كتاب: الحج، باب: ذكر الصفا والمروة، والترمذي (٨٦٢)، كتاب: الحج، باب: ما جاء أنه يبدأ بالصفا قبل المروة، وابن ماجه (٣٠٧٤)، كتاب: المناسك، باب: رفع اليدين في الدعاء بعرفة، عن جابر بن عبد الله في حديثه الطويل، بهذا اللفظ.
(٦) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البرّ (٤/ ٢٢٠)، و"بداية المجتهد" لابن رشد (١/ ٢٥٢).
وانظر: "البناية" للعيني (٣/ ٥٠٩)، و"الذخيرة" للقرافي (٣/ ٢٥١)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>