للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٣ - (٣٥) قولُه عَز وجَلَّ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥)} [النساء: ٩٥].

* فيها دليلٌ على أن الجهادَ يسقطُ عن أولي الضررِ، معَ بقاءِ فضل المُجاهدين لهم إذا نَوَوُا الجِهاد لو كانوا سالِمين من الضرَرِ (١).

* وفيها دليل على أن الجِهاد لا يجبُ على جميعِ أعيان المُسلمين (٢)؛ إذ قدْ (٣) وعدَ اللهُ القاعدين بالحُسْنى كما وعدَ المجاهدين (٤) (٥).

* * *

٩٤ - (٣٦) قولُه عَزَّ جَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٩٧) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} [النساء: ٩٧ - ٩٨].

قد تقدَّم الكلُام على حكمِهما في الهِجْرَةِ.


(١) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (٤/ ٣١٥)، و"معالم التنزيل" للبغوي (١/ ٤٦٧).
(٢) أما في حالة النفير العام إن نزل العدو بأرض الإسلام فهو حينئذ فرض عين. انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (١/ ٢٨٩)، و "بدائع الصنائع" للكاساني (٤/ ١٩١)، و "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٣/ ٣٨).
(٣) "قد" ليس في "أ".
(٤) انظر: "أحكام القرآن" للشافعي (٢/ ٣٣)، و "أحكام القرآن" للجصاص (٣/ ٢٧٧)، و "تفسير الثعلبي" (٣/ ٣٧٠)، و "المهذب" للشيرازي (٢/ ٢٧٧).
(٥) للإمام ابن القيم رحمه الله تفصيل وتقسيم حسن في هذه المسألة، حيث قال: جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال وإما باليد، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع، ثم شرع بتفصيل كل نوع من هذه الأنواع وبيان حكمه. انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (٣/ ٧١ - ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>