للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى لقد (١) طَعَنَ بأصبُعِهِ في صَدْري، وقال: "يا عمرُ! ألا تكفيكَ آيةُ الصَّيْفِ التي في آخِر سورة النساء"، وإني إن أعشْ أَقْضِ فيها بقضيَّةٍ يقضي بها من يقرأُ القرآنَ ومَنْ لا يقرأُ القرآن (٢).

وقال عمرُ -رضي الله تعالى عنه-: ثلاثٌ لأَنْ يكونَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بيَنَهُنَّ لنا أَحَب إلينا منَ الدنيا وما فيها: الكلالةُ، والخلافةُ، وأبوابُ الربا (٣).

وسأل رجلٌ عقبةَ عن الكَلاَلةِ فقال: ألا تعجبون من هذا يسألُني عن الكَلالةِ، وما أعضلَ بأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء ما أعضلَتْ بهمُ الكلالَةُ (٤).

والذي عليه أكثرُ الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-، وادَّعى بعضُ أهلِ العلمِ الإجماعَ عليه: أن الكلالةَ ما عدا الوالدَ والولدَ (٥).

وهو قولُ أبي بكر وعمرَ، رضي الله تعالى عنهما.

قال الشعبيُّ: سُئل أبو بكر عن الكَلالة، فقال: إني سأقولُ فيها قولاً برأي، فإن كانَ صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمنِّي ومنَ الشيطان، أراهُ ما خلا الولدَ والوالدَ.

فلما استُخلفَ عمرُ فقال: إني لأَستحيي من الله تعالى أن أرد شيئاً قالَهُ أبو بكرٍ (٦).


(١) "لقد" ليس في "ب".
(٢) رواه مسلم (١٦١٧)، كتاب: الفرائض، باب: ميراث الكلالة.
(٣) رواه ابن ماجه (٢٧٢٧)، كتاب: الفرائض، باب: الكلالة، وعبد الرزاق في "المصنف" (١٩١٨٤)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٢٠٠٢)، والحاكم في "المستدرك" (٣١٨٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٦/ ٢٢٥).
(٤) رواه ابن أبي شيبة في: "المصنف" (٣١٦٠٢)، والدارمي في "سننه" (٢٩٧٣)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (٦/ ٤٤).
(٥) انظر: "تفسير ابن كثير" (١/ ٥٩٦).
(٦) رواه الدارمي في "سننه" (٢٩٧٢)، بهذا السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>