حَدَّثَنِي هارون بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك؛ قال: حَدَّثَنِي الزبير؛ قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الملك بْن عَبْد العزيز، قال: حضرت عَبْد العزيز بْن المطلب، وبين يديه حسين بْن زيد بْن علي، يخاصم، فقضى على حسين؛ فَقَالَ لَهُ حسين: هَذَا والله قضاه يرد على استه، فحك عَبْد العزيز لحيته؛ وكذلك كان يفعل إِذَا غضب، وقَالَ: لبعض جلسائه: وربك الله الحميد، لقد أغلظ لي وما أرادني، ما أراد إِلَّا أمير المؤمنين؛ أنا قاضيه وقضائي قضاؤه، وقال: جرد ودعا بالسوط، وقد كان قَالَ: للحرس: إنما أنا بشر، يغضب كما يغضب البشر؛ فإذا أنا دعوت بالسوط فلا تعجلوا به حتى يسكن غضبي، فجرد حسين فما أنسى حسن غضبه وعليه ملحفة مروانية، وقَالَ: عَبْد العزيز لحسين: وربك الله الحميد، لأضربنك حتى يسيل دمك، ولأحبسنك حتى يكون أمير المؤمنين هو الذي يرسلك، فَقَالَ لَهُ حسين أو غير هَذَا أصلحك الله أحسن منه ? قال: وما ذاك ? قال: تصل رحمي وتعفو عني؛ فَقَالَ: عَبْد العزيز: أو غير هَذَا أحسن ? أصل رحمك وأعفو عنك، يا جلواز، اردد عليه ثيابه وخل سبيله فخلاه.
قَالَ: زبير: أرسل ابن هرمة في كتاب إِلَى عَبْدِ العزيز بْن المطلب، يشكو إليه بعض حاله، فبعث إليه بخمسة عشر ديناراً، فمكث شهراً، ثم بعث إليه يطلب منه شيئاً؛ فقال: لا والله ما نقوى على ما كان يقوى عليه الحكم ابن المطلب.