للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر حديثا: " أنت أول من آمن بى، وأنت أول من يصافحنى يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين، أو يعسوب الظلمة ".

قال: " وهذا حديث موضوع. وفى طريقه الأول: عباد بن يعقوب. قال ابن حبان: يروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، وفيه علىّ بن هاشم. قال ابن حبان: كان يروى المناكير عن المشاهير.، وكان غاليا في التشيع. وفيه محمد بن عبد الله قال يحيى: ليس بشئ. وأما الطريق الثانى ففيه أبو الصلت الهروى كان كذابا رافضيا خبيثا، فقد اجتمع عباد وأبو الصلت في روايته، والله أعلم بهما أيهما سرقه من صاحبه ".

قلت: لعل الآفة فيه من محمد بن عبد الله.

وروى عن طريق ابن عباس وفيه عبد الله بن زاهر. قال ابن معين: ليس بشئ لا يكتب عنه إنسان فيه خير. قال أبو الفرج بن الجوزي: " كان غاليا في الرفض ".

فصل

وهنا طرق يمكن سلوكها لمن لم تكن له معرفة بالأخبار من الخاصة؛ فإن كثيرا من الخاصة ـ فضلا عن العامة ـ يتعذر عليه معرفة التمييز بين الصدق والكذب من جهة الإسناد في أكثر ما يروى من الأخبار في هذا الباب وغيره. وإنما يعرف ذلك علماء الحديث، ولهذا عدل كثير من أهل الكلام والنظر عن معرفة الأخبار بالإسناد وأحوال الرجال لعجزهم عنها، وسلكوا طريقا آخر.

ولكن تلك الطريق هي طريقة أهل العلم بالحديث، العالمين بما بعث الله به رسوله. ولكن نحن نذكر طريقاً آخر فنقول: نقدِّر أن الأخبار المتنازع فيها لم توجد، أو لم يُعلم أيها الصحيح، ونترك الاستدلال بها في الطرفين، ونرجع إلى ما هو معلوم بغير ذلك من التواتر، وما يٌعلم من العقول والعادات، وما دلت عليه النصوص المتفق عليها.

<<  <   >  >>