للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أدخل عليها من التهذيب والتنظيم، وما ألحقه بها من خلاف كبار أصحاب مالك، ومن الآثار والأحاديث (١)، والمعروف المتداول أن الأسدية "أول كتاب يؤلف في الفقه المالكي بعد الموطأ" (٢)، "ويحتوي على ستين كتاباً" (٣).

والذي لا شك فيه أن الفضل لا يتعدى أسداً في أسبقية للتفكير في صياغة منهج فقهي جديد، يمزج فيه بين منهج الفقهاء العراقيين الفرضي، ومنهج مالك الأثري، وهو منهج نجح فيه أسد إلى حد كبير بعد أن أقنع ابن القاسم في تنزيل آراء مالك على مسائل الحنفية، مخرجاً إلى الوجود أول نص فقهي مالكي الآراء، حنفي المنهج، وإذا كانت فكرة أسد لم يكتب لها الحياة طويلاً؛ فليس ذلك لوهن في الفكرة نفسها، بل هو في حقيقته يرجع إلى أن تباين منهجي بين تيارين لم تؤثر فيه الأطماع الشخصية إلا بقدر تأثر النفس الإنسانية بالنجاح، أو الإخفاق (٤).

عارض الطريقة الأسدية تيار مالكي مؤسس على عزف ظاهر من إمام المذهب عن تبني مبادئ الفقه الفرضي المتمثل بمدرسة أهل


(١) انظر: معلمة الفقه المالكي (ص ٣٠٥)؛ ترتيب المدارك (٣/ ٢٩٩).
(٢) الصراع المذهبي بإفريقية (ص ٥١).
(٣) ترتيب المدارك (٣/ ٢٩٧).
(٤) انظر: الصراع المذهبي (ص ٥٨).

<<  <   >  >>